قال الزجاج: هذا خطاب للنبي صلي اللّه عليه و آله. و المراد به الامة. کما قال «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ»[1] فان المراد به الامة. و قال قوم: المخاطب به الإنسان، كأنه قال: ما أصابك أيها الإنسان- في قول قتادة، و الجبائي-. و قيل في معني الحسنة و السيئة هاهنا قولان:
أحدهما- قال إبن عباس، و الحسن: الحسنة ما أصابه يوم بدر من الظفر، و الغنيمة. و السيئة ما أصابه يوم أحد من كسر رباعيته (ص)، و الهزيمة. و قال الجبائي: معناهما النعمة، و المصيبة. و يدخل في النعمة نعمة الدنيا، و الدين. و في المصيبة مصائب الدنيا، و الدين إلا ان أحدهما من عمل العبد للطاعة، و ما جر إليه ذلک العمل.
و الآخر- من عمل العبد للمعصية و ما جر إليه عمله لها. و هذا يوافق الاول ألذي حكيناه عمن تقدم.
و الثاني- ان الحسنة، و السيئة: الطاعة، و المعصية- ذكره أبو العالية، و أبو القاسم- و يکون المعني ان الحسنة الّتي هي الطاعة باقدار اللّه، و ترغيبه فيها، و لطفه لها. و السيئة بخذلانه علي وجه العقوبة له علي المعاصي المقدمة. و سماه سيئة کما قال: «وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها»[2] و التقدير ما أصابك من ثواب حسنة