responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 25
المعني‌، و اللغة:

روي‌ ‌عن‌ عمر ‌بن‌ الخطاب‌، و قتادة، و الربيع‌: ‌ان‌ المعني‌ بالمتولي‌ ‌في‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌هم‌ ‌الّذين‌ و ‌لو‌ الدبر ‌عن‌ المشركين‌ بأحد. و ‌قال‌ السدي‌: ‌هم‌ ‌الّذين‌ هربوا ‌إلي‌ المدينة ‌في‌ وقت‌ الهزيمة. و ‌قوله‌: (إِنَّمَا استَزَلَّهُم‌ُ الشَّيطان‌ُ بِبَعض‌ِ ما كَسَبُوا) ‌قيل‌ ‌في‌ الكسب‌ ‌ألذي‌ أداهم‌ ‌إلي‌ الفرار ‌ألذي‌ اقترفوه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ محبتهم‌ للغنيمة ‌مع‌ حرصهم‌ ‌علي‌ تبقية الحياة، و ‌في‌ ‌ذلک‌ الوجه‌ عما يؤدي‌ ‌إلي‌ الفتور فيما يلزم‌ ‌من‌ الأمور ‌علي‌ قول‌ الجبائي‌.

و الثاني‌-‌ ذكره‌ الزجاج‌، استزلهم‌ بذكر خطايا سلفت‌ ‌لهم‌، فكرهوا القتل‌ قبل‌ اخلاص‌ التوبة منها، و الخروج‌ ‌من‌ المظلمة ‌فيها‌. و ‌قوله‌: (وَ لَقَد عَفَا اللّه‌ُ عَنهُم‌) يحتمل‌ أمرين‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ جريج‌، و ‌إبن‌ زيد: حلم‌ عنهم‌ إذ ‌لم‌ يعاجلهم‌ بالعقوبة ‌به‌، ليدل‌ ‌علي‌ عظم‌ تلك‌ المعصية.

و الآخر‌-‌ عفا ‌لهم‌ تلك‌ الخطيئة ليدل‌ ‌علي‌ أنهم‌ ‌قد‌ أخلصوا التوبة. و ‌قوله‌:

إِن‌َّ اللّه‌َ غَفُورٌ حَلِيم‌ٌ فحلمه‌ ‌تعالي‌ عنهم‌ ‌هو‌ إمهاله‌ بطول‌ المدة بترك‌ الانتقام‌ ‌مع‌ ‌ما فعل‌ بهم‌ ‌من‌ ضروب‌ الانعام‌.

و أصل‌ الحلم‌ الاناة، و ‌هي‌ ترك‌ العجلة، فالامهال‌ بفعل‌ النعمة بدلا ‌من‌ النقمة كالاناة بترك‌ العجلة. و ‌منه‌ الحلم‌ ‌في‌ النوم‌، لأن‌ حال‌ السكون‌ و الدعة كحال‌ الاناة. و ‌منه‌ الحلمة: رأس‌ الثدي‌، لخروج‌ اللبن‌ ‌ألذي‌ يحلم‌ الصبي‌.

و ذكر البلخي‌ ‌أن‌ ‌الّذين‌ بقوا ‌مع‌ النبي‌ (ص‌) يوم أحد فلم‌ ينهزموا ثلاثة عشر رجلا: خمسة ‌من‌ المهاجرين‌: علي‌ (ع‌) و ‌أبو‌ بكر، و طلحة، و ‌عبد‌ الرحمن‌ ‌إبن‌ أبي عوف‌، و سعد ‌بن‌ أبي وقاص‌، و الباقون‌ ‌من‌ الأنصار. فعلي‌ و طلحة، ‌لا‌ خلاف‌ فيهما. و الباقون‌ فيهم‌ خلاف‌. و أما عمر،

فروي‌ عنه‌ ‌أنه‌ ‌قال‌:1»2» رأيتني‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست