responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 235

اسم‌ يعود إليه‌ الضمير ‌في‌ (‌به‌) فتقديره‌ نعم‌ شيئاً يعظكم‌ ‌به‌ ‌أو‌ نعم‌ وعظاً يعظكم‌ ‌به‌، و ‌لا‌ يجوز إسكان‌ العين‌ ‌مع‌ الميم‌ ‌في‌ نعما لأنه‌ جمع‌ ‌بين‌ ساكنين‌، و لكن‌ يجوز اختلاس‌ الحركة ‌من‌ ‌غير‌ إشباع‌ الكسرة، كالاختلاص‌ ‌في‌ (يأمركم‌ و بارئكم‌) و ‌علي‌ ‌هذا‌ تحمل‌ قراءة أبي عمر. و ‌قال‌ الزجاج‌: اجتماع‌ الساكنين‌ ‌فيه‌ ينكره‌ جميع‌ البصريين‌.

و السميع‌: ‌هو‌ ‌من‌ ‌کان‌ ‌علي‌ صفة يجب‌ لأجلها ‌أن‌ يسمع‌ المسموعات‌ ‌إذا‌ وجدت‌ و البصير ‌من‌ ‌کان‌ ‌علي‌ صفة يجب‌ لأجلها ‌أن‌ يبصر المبصرات‌ ‌إذا‌ وجدت‌. و السامع‌ ‌هو‌ المدرك‌ للمسموعات‌. و المبصر ‌هو‌ المدرك‌ للمبصرات‌. و لذلك‌ يوصف‌ ‌تعالي‌ فيما ‌لم‌ يزل‌ بأنه‌ سميع‌ بصير، و ‌لا‌ يوصف‌ بأنه‌ سامع‌ مبصر ‌إلا‌ ‌بعد‌ وجود المبصرات‌ و المسموعات‌.

و ‌قوله‌: (إِن‌َّ اللّه‌َ كان‌َ سَمِيعاً بَصِيراً» اخبار بأنه‌ ‌کان‌ سميعاً بصيراً فيما مضي‌.

و ‌ذلک‌ يرجع‌ ‌إلي‌ كونه‌ حياً ‌لا‌ آفة ‌به‌ فإذا ‌کان‌ ‌لا‌ يجوز خروجه‌ ‌عن‌ كونه‌ حياً، ‌فلا‌ يجوز خروجه‌ ‌عن‌ كونه‌ سميعاً بصيراً.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النساء (4): آية 59]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه‌َ وَ أَطِيعُوا الرَّسُول‌َ وَ أُولِي‌ الأَمرِ مِنكُم‌ فَإِن‌ تَنازَعتُم‌ فِي‌ شَي‌ءٍ فَرُدُّوه‌ُ إِلَي‌ اللّه‌ِ وَ الرَّسُول‌ِ إِن‌ كُنتُم‌ تُؤمِنُون‌َ بِاللّه‌ِ وَ اليَوم‌ِ الآخِرِ ذلِك‌َ خَيرٌ وَ أَحسَن‌ُ تَأوِيلاً (59)

‌-‌ آية بلا خلاف‌-‌.

المعني‌:

‌هذا‌ خطاب‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ للمؤمنين‌ يأمرهم‌ ‌أن‌ يطيعوه‌ و يطيعوا رسوله‌ و يطيعوا أولي‌ الأمر منهم‌، فالطاعة ‌هي‌ امتثال‌ الأمر. فطاعة اللّه‌ ‌هي‌ امتثال‌ أوامره‌ و الانتهاء ‌عن‌ نواهيه‌. و طاعة الرسول‌ كذلك‌ امتثال‌ أوامره‌ و طاعة الرسول‌ أيضاً ‌هي‌ طاعة اللّه‌، لأنه‌ ‌تعالي‌ أمر بطاعة رسوله‌، فمن‌ أطاع‌ الرسول‌، فقد أطاع‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست