responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 206

الثاني‌-‌ ‌قال‌ الضحاك‌. ‌هو‌ سكر النوم‌ خاصة. و أصل‌ السكر ‌من‌ السكر، و ‌هو‌ سد مجري‌ الماء، يقال‌ سكره‌ يسكره‌، و اسم‌ الموضع‌ السكر و السكر، لانسداد طريق‌ المعرفة ‌به‌. سكر يسكر سكراً و أسكره‌ إسكاراً، و سكرة الموت‌ غشيته‌.

فان‌ ‌قيل‌: كيف‌ يجوز نهي‌ السكران‌ ‌في‌ حال‌ سكره‌ ‌مع‌ زوال‌ عقله‌، و كونه‌ بمنزلة الصبي‌ و المجنون‌! قلنا عنه‌ جوابان‌:

أحدهما‌-‌ إنه‌ ‌قد‌ ‌يکون‌ سكران‌ ‌من‌ ‌غير‌ ‌أن‌ يخرج‌ ‌من‌ نقص‌ العقل‌ ‌إلي‌ ‌ما ‌لا‌ يحتمل‌ الامر و النهي‌.

الثاني‌-‌ إنما نهوا ‌عن‌ التعرض‌ للسكر ‌مع‌ ‌أن‌ ‌عليهم‌ صلاة يجب‌ ‌أن‌ يؤدها ‌في‌ حال‌ الصحو. و ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌: ‌فيه‌ جواب‌ ثالث‌ و ‌هو‌ ‌أن‌ النهي‌ إنما دل‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌عليهم‌ ‌أن‌ يعيدوها ‌إن‌ صلوها ‌في‌ حال‌ السكر.

فان‌ ‌قيل‌: كيف‌ يسوغ‌ تأويل‌ ‌من‌ ذهب‌ ‌إلي‌ ‌أن‌ السكران‌ مكلف‌ ‌أن‌ ينتهي‌ ‌عن‌ الصلاة ‌في‌ حال‌ سكره‌! ‌مع‌ ‌أن‌ عمل‌ المسلمين‌ ‌علي‌ خلافه‌، لأن‌ ‌من‌ ‌کان‌ مكلفاً تلزمه‌ الصلاة، قلنا عنه‌ جوابان‌:

أحدهما‌-‌ ‌أنه‌ منسوخ‌.

و الآخر‌-‌ إنه‌ نهي‌ ‌عن‌ الصلاة ‌مع‌ الرسول‌ (ص‌) ‌في‌ جماعة.

و ‌قوله‌: «وَ لا جُنُباً إِلّا عابِرِي‌ سَبِيل‌ٍ» يقال‌: رجل‌ جنب‌ ‌إذا‌ اجنب‌، و رجل‌ جنب‌ ‌ أي ‌ غريب‌، و ‌لا‌ يثني‌ و ‌لا‌ يجمع‌، و يجمع‌ أجناباً ‌ أي ‌ غرباء، و إنما نصب‌ لأنه‌ عطف‌ ‌علي‌ ‌قوله‌: «وَ أَنتُم‌ سُكاري‌» و ‌هي‌ جملة ‌في‌ موضع‌ الحال‌. و ‌قيل‌ ‌في‌ معناه‌ قولان‌.

أحدهما‌-‌

‌قال‌ علي‌ (ع‌)، و ‌إبن‌ عباس‌، و سعيد ‌بن‌ جبير، و مجاهد، و الحكم‌، و ‌إبن‌ كثير. و ‌إبن‌ زيد: ‌إلا‌ مسافرين‌ فلكم‌ ‌أن‌ تتيمموا.

الثاني‌-‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌في‌ رواية أخري‌، و جابر، و الحسن‌، و سعيد ‌بن‌ جبير، و ابراهيم‌، و الزهري‌، و عطاء و الجبائي‌:

‌ان‌ معناه‌ ‌لا‌ تقربوا مواضع‌ الصلاة ‌من‌ المساجد ‌إلا‌ مجتازين‌، و ‌هو‌ قول‌ أبي جعفر (ع‌)

، و حذف‌ لدلالة الكلام‌ ‌عليه‌،

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست