responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 20

أحدهما‌-‌ إنهم‌ كانوا فريقين‌ منهم‌ ‌من‌ عصي‌ بانصرافه‌، و منهم‌ ‌من‌ ‌لم‌ يعص‌، لأنهم‌ قلوا ‌بعد‌ انهزام‌ تلك‌ الفرقة، فانصرفوا بإذن‌ اللّه‌ بأن‌ التجأوا ‌إلي‌ أحد، لأن‌ اللّه‌ إنما أوجب‌ ثبات‌ المائة للمائتين‌ فإذا نقصوا، ‌لا‌ يجب‌ ‌عليهم‌ ‌ذلک‌. و جاز ‌أن‌ يذكر الفريقين‌ ‌في‌ الجملة بأنه‌ صرفهم‌، و بأنهم‌ عفا عنهم‌، و ‌يکون‌ ‌علي‌ ‌ما بيناه‌ ‌في‌ التفصيل‌ ‌هذا‌ قول‌ أبي علي‌. و ‌قال‌ البلخي‌ «ثُم‌َّ صَرَفَكُم‌ عَنهُم‌» معناه‌ ‌لم‌ يأمركم‌ بمعاودتهم‌ ‌من‌ فورهم‌ «لِيَبتَلِيَكُم‌» بالمظاهرة ‌في‌ الانعام‌ عليكم‌، و التخفيف‌ عنكم‌. و ‌قوله‌: «وَ لَقَد عَفا عَنكُم‌ وَ اللّه‌ُ ذُو فَضل‌ٍ عَلَي‌ المُؤمِنِين‌َ. إِذ تُصعِدُون‌َ» فإذ تصعدون‌ متعلق‌ بقوله‌: «وَ لَقَد عَفا» ‌في‌ قول‌ الزجاج‌. و ‌قال‌ الجبائي‌ ‌قوله‌: «وَ لَقَد عَفا عَنكُم‌» خاص‌ لمن‌ ‌لم‌ يعص‌ بانصرافه‌، و الأولي‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ عاماً ‌في‌ جميعهم‌، لأنه‌ ‌لا‌ يمتنع‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ اللّه‌ عفا ‌لهم‌ ‌عن‌ ‌هذه‌ المعصية.

و ‌قال‌ البلخي‌: معناه‌ «وَ لَقَد عَفا عَنكُم‌» بتتبعهم‌ ‌بعد‌ ‌أن‌ ‌کان‌ أمرهم‌ بالتتبع‌ ‌لهم‌، فلما بلغوا حمراء الأسد أعفاهم‌ ‌من‌ ‌ذلک‌، و ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌، صرفهم‌ فعل‌ اللّه‌، لأنه‌ قبيح‌ و اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌لا‌ يفعل‌ القبيح‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 153]

إِذ تُصعِدُون‌َ وَ لا تَلوُون‌َ عَلي‌ أَحَدٍ وَ الرَّسُول‌ُ يَدعُوكُم‌ فِي‌ أُخراكُم‌ فَأَثابَكُم‌ غَمًّا بِغَم‌ٍّ لِكَيلا تَحزَنُوا عَلي‌ ما فاتَكُم‌ وَ لا ما أَصابَكُم‌ وَ اللّه‌ُ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُون‌َ (153)

آية

القراءة، و الحجة، و اللغة، و المعني‌:

التقدير اذكروا «إِذ تُصعِدُون‌َ» و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ متعلقاً بقوله‌: «وَ لَقَد عَفا عَنكُم‌ ... إِذ تُصعِدُون‌َ»، و الفراء كلهم‌ ‌علي‌ ضم‌ التاء ‌من‌ الإصعاد. و قرأ الحسن‌ بفتح‌ التاء و العين‌ ‌من‌ الصعود، و ‌قيل‌: الإصعاد ‌في‌ مستوي‌ ‌الإرض‌، و الصعود ‌في‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست