أو الإفساد. و قيل معناه أنه عالم بما تعبدكم به، و لعلمه بما فيه صلاحكم في دينكم و دنياكم. «شِقاقَ بَينِهِما» إنما أضافه إلي البين لأن البين قد يکون اسماً کما قال:
«لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم»[1] ممن قرأ بالرفع.
وَ اعبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً وَ بِذِي القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ الجارِ ذِي القُربي وَ الجارِ الجُنُبِ وَ الصّاحِبِ بِالجَنبِ وَ ابنِ السَّبِيلِ وَ ما مَلَكَت أَيمانُكُم إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُختالاً فَخُوراً (36)
- آية-
هذا خطاب لجميع المكلفين، أمرهم اللّه بأن يعبدوه وحده، و لا يشركوا بعبادته شيئاً سواه «وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً» نصب علي المصدر، و تقديره: و أحسنوا إلي الوالدين إحساناً، و يحتمل أن يکون نصباً علي تقدير: و استوصوا بالوالدين إحساناً، لأن قوله: «اعبُدُوا اللّهَ» بمنزلة استوصوا بعبادة اللّه، و أن تحسنوا إلي ذي قرباكم، و إلي اليتامي الّذين لا أب لهم، و المساكين و هم الفقراء، و الجار ذي القربي، يعني الجار القريب.
و أصل الجار العدول، جاوره مجاورة و جواراً، فهو مجاور له و جار له، لعدوله إلي ناحيته في مسكنه، و الجور الظلم، لأنه عدول عن الحق، و منه جار السهم إذا عدل عن قصده، و جار عن الطريق إذا عدل عنه، و استجار باللّه، لأنه