التوبة هي الندم علي القبيح مع العزم علي ألا يعود إلي مثله في القبح، و في النّاس من قال: يكفي الندم علي ما مضي من القبيح، و العزم علي ألا يعود إلي مثله، و الاول أقوي، لإجماع الأمة علي أنها إذا حصلت علي ذلک الوجه أسقطت العقاب، و إذا حصلت علي الوجه الثاني ففي سقوط العقاب عنها خلاف، و قد ذكر اللّه تعالي في هذه الآية أن التوبة إنما يقبلها ممن يعمل السوء بجهالة، و قيل في معني بجهالة أربعة أقوال:
أحدها- قال مجاهد، و قتادة، و إبن عباس، و عطاء و إبن زيد: هو أن يفعلوها علي جهة المعصية للّه تعالي، لأن کل معصية لها جهالة، لأنه يدعو اليها الجهل، و يزينها للعبد، و إن كانت عمدا.