فالهني شفاء من المرض، کما أن الهناء شفاء من الجرب. و معني (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) أي دواء شافياً، يقال منه: هنأني الطعام و مرأتي: إذا صار لي دواء و علاجاً شافياً، و هنيني و مريني بالكسر، و هي قليلة، و من قال: هناني يقول في المستقبل: يهناني، و ميراني، و من يقول: هنأني، يقول يهنئني، و يمرئني، فإذا أفردوا قالوا:
قد أمراني هذا الطعام، و لا يقولون: أهناني، و المصدر منه هناً، مراً، و قد مرؤ هذا الطعام مراً، و يقال: هنأت القوم إذا علتهم، و هنأت فلاناً المال إذا وهبته له، أهنؤه هناً، و منه قولهم: انما سميت هانياً لتهنا، أي : لتعطي، و معني قوله: (فَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ) يعني من المهر، و «من» هاهنا ليست للتبعيض و انما معناه لتبيين الجنس، کما قال (فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ)[4]
[1] قائلة علقمة بن عبدة (علقمة الفحل) ديوانه: 27، و شرح المفضليات: 777، و سيبويه 1: 107 من قصيدة في الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني حين أسر أخاه شأسا، فرحل اليه علقمة يطلب فكه. و قوله: (بها جيف الحسري) الضمير راجع الي المطلوب في البيت السابق، و هي آثار الطريق، و الصليب الودك ألذي يسيل من خلودها بعد موتها. [2] سورة الكهف: آية 104. [3] قائله دريد بن الصمة. اللسان (نقب) و الأغاني 10: 22، و الشعر و الشعراء 302. و النقب- بضم النون و سكون القاف و فتحها- جمع نقبه، أول الجرب حين يبدو. [4] سورة الحج: آية 30.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 3 صفحة : 111