responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 62

الاضداد. و أصل‌ النّد المثل‌ المناوي‌ و المراد ‌به‌ هنا ‌قال‌ قتادة، و الربيع‌، و مجاهد، و ‌إبن‌ زيد. و أكثر المفسرين‌ آلهتهم‌ ‌الّتي‌ كانوا يعبدونها. و ‌قال‌ السدي‌: رؤساؤهم‌ ‌الّذين‌ يطيعونهم‌ طاعة الأرباب‌ ‌من‌ الرجال‌. و ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «يُحِبُّونَهُم‌» فالمحبة ‌هي‌ الارادة ‌إلا‌ ‌ان‌ ‌فيها‌ حذفاً، و ليس‌ ‌ذلک‌ ‌في‌ الارادة فإذا قلت‌: أحب‌ زيداً معناه‌ أريد منافعه‌ ‌أو‌ مدحه‌، و ‌إذا‌ أحب‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ عبداً فمعناه‌ ‌أنه‌ يريد ثوابه‌ و تعظيمه‌، و ‌إذا‌ ‌قال‌:

أحب‌ اللّه‌ معناه‌ أريد طاعته‌ و اتباع‌ أوامره‌، و ‌لا‌ يقال‌: أريد زيداً، و ‌لا‌ أريد اللّه‌ و ‌لا‌ ‌إن‌ اللّه‌ يريد المؤمن‌، فاعتيد الحذف‌ ‌في‌ المحبة، و ‌لم‌ يعتد ‌في‌ الارادة. و ‌في‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ ‌قال‌: المحبة ليست‌ ‌من‌ جنس‌ الارادة، بل‌ ‌هي‌ ‌من‌ جنس‌ ميل‌ الطبع‌، ‌کما‌ تقولون‌:

أحب‌ ولدي‌ ‌ أي ‌ يميل‌ طبعي‌ اليه‌، و ‌ذلک‌ مجاز، بدلالة أنهم‌ يقولون‌: أحببت‌ ‌أن‌ أفعل‌ بمعني‌ أردت‌ ‌أن‌ أفعل‌. و ضدّ الحب‌ البغض‌. و تقول‌: أحبه‌ حبّا، و تحبب‌ تحبباً، و حببه‌ تحبيباً، و تحابا تحاباً. و المحبة: الحب‌. و الحب‌ واحده‌ حبة ‌من‌ ‌بر‌، ‌أو‌ شعير، ‌أو‌ عنب‌. ‌أو‌ ‌ما أشبه‌ ‌ذلک‌. و الحبة بزور البقل‌. و حبة القلب‌ ثمرته‌. و الحب‌: الجرة الضخمة. و الحب‌ القرط ‌من‌ حبة واحدة. و حباب‌ الماء: فقاقيعه‌. و الحباب‌ الحبة.

و أحب‌ البعير إحباباً: ‌إذا‌ برك‌، ‌فلا‌ يثور، كالحران‌ ‌في‌ الخيل‌، ‌قال‌ ‌أبو‌ عبيدة: و ‌منه‌ ‌قوله‌ ‌تعالي‌ «أَحبَبت‌ُ حُب‌َّ الخَيرِ عَن‌ ذِكرِ رَبِّي‌»[1] ‌ أي ‌ لصقت‌ بالأرض‌ لحب‌ الخير، ‌حتي‌ تأتيني‌ الصلاة. و أصل‌ الباب‌: الحب‌ ضد البغض‌.

المعني‌:

و ‌قوله‌: «كَحُب‌ِّ اللّه‌ِ» ‌قيل‌ ‌في‌ ‌هذه‌ الاضافة ثلاثة أقوال‌: أحدها‌-‌ كحبكم‌ اللّه‌. و الثاني‌-‌ كحبهم‌ اللّه‌. و الثالث‌-‌ كحب‌ اللّه‌ الواجب‌ ‌عليهم‌ ‌لا‌ الواقع‌ منهم‌، ‌کما‌ ‌قال‌ الشاعر:

فلست‌ُ مسلماً ‌ما دمت‌ حيَّا        ‌علي‌ زيد بتسليم‌ الأمير[2]


[1] ‌سورة‌ ص‌ آية: 32.
[2] البيان‌ و التبيين‌ 4: 51، و معاني‌ القرآن‌ للفراء 1: 100، و أمالي‌ الشريف‌ المرتضي‌ 1: 215. و ‌لم‌ نعرف‌ قائله‌.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست