responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 565

«عَمُوا وَ صَمُّوا كَثِيرٌ مِنهُم‌»[1] و ‌قال‌ الشاعر:

رأين‌ الغواني‌ الشيب‌ لاح‌ بعارضي‌        فاعرضن‌ عني‌ بالخدود النواضر[2]

‌قال‌ الرماني‌، و ‌هذا‌ غلط، لأن‌ ‌هذه‌ اللغة ردية ‌في‌ القياس‌ و الاستعمال‌ أما القياس‌، فلان‌ الجمع‌ عارض‌، و العارض‌ ‌لا‌ يؤكد علامته‌، لأنه‌ بمنزلة ‌ما ‌لا‌ يعتد ‌به‌، ‌في‌ سائر أبواب‌ العربية و ليس‌ كالثابت‌ للزومه‌ فتقدم‌ ‌له‌ العلامة لتؤذن‌ ‌به‌ قبل‌ ذكره‌ و ‌مع‌ ‌ذلک‌ فجائز تركها ‌فيه‌، فكيف‌ بالعارض‌، و لزوم‌ الفعل‌ للفاعل‌ يغني‌ ‌عن‌ التثنية و الجمع‌ ‌فيه‌، ‌فلا‌ يدخل‌ جمع‌ ‌علي‌ جمع‌ ‌کما‌ ‌لا‌ يدخل‌ تعريف‌ ‌علي‌ تعريف‌. و أما الاستعمال‌، فلان‌ أكثر العرب‌ ‌علي‌ خلافه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 114]

يُؤمِنُون‌َ بِاللّه‌ِ وَ اليَوم‌ِ الآخِرِ وَ يَأمُرُون‌َ بِالمَعرُوف‌ِ وَ يَنهَون‌َ عَن‌ِ المُنكَرِ وَ يُسارِعُون‌َ فِي‌ الخَيرات‌ِ وَ أُولئِك‌َ مِن‌َ الصّالِحِين‌َ (114)

آية واحدة.

المعني‌:

‌هذه‌ ‌الآية‌ ‌فيها‌ صفة ‌الّذين‌ ذكرهم‌ ‌في‌ ‌الآية‌ ‌الّتي‌ قبلها ‌في‌ ‌قوله‌: «أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتلُون‌َ آيات‌ِ اللّه‌ِ آناءَ اللَّيل‌ِ وَ هُم‌ يَسجُدُون‌َ» فأضاف‌ ‌إلي‌ ‌ذلک‌ أنهم‌ ‌مع‌ ‌ذلک‌ يصدقون‌ باللّه‌ و اليوم‌ الآخر و يأمرون‌ بالمعروف‌ و ينهون‌ ‌عن‌ المنكر، و ‌قد‌ بينا ‌أن‌ الامر بالمعروف‌ و النهي‌ ‌عن‌ المنكر واجبان‌، و ‌أنه‌ ليس‌ طريق‌ وجوبهما العقل‌، و إنما طريق‌ وجوبهما السمع‌، و ‌عليه‌ إجماع‌ الأمة. و إنما الواجب‌ بالعقل‌ كراهة المنكر، فقط ‌غير‌ ‌أنه‌ ‌إذا‌ ثبت‌ بالسمع‌ وجوبه‌، فعلينا إزالة المنكر ‌بما‌ يقدر ‌عليه‌ ‌من‌ الأمور الحسنة دون‌ القبيحة، لأنه‌ ‌لا‌ يجوز إزالة قبيح‌ بقبيح‌ آخر، و ليس‌ لنا ‌أن‌ نترك‌ أحداً


[1] ‌سورة‌ المائدة آية: 74.
[2] شرح‌ ‌إبن‌ عقيل‌ ‌علي‌ ألفية ‌بن‌ مالك‌ 1: 399 و غيرها ‌من‌ كتب‌ النحو كثير.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 565
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست