responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 554

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 108]

تِلك‌َ آيات‌ُ اللّه‌ِ نَتلُوها عَلَيك‌َ بِالحَق‌ِّ وَ مَا اللّه‌ُ يُرِيدُ ظُلماً لِلعالَمِين‌َ (108)

آية بلا خلاف‌.

المعني‌:

‌قال‌ الفراء معني‌ «تِلك‌َ آيات‌ُ اللّه‌ِ نَتلُوها عَلَيك‌َ» ‌ أي ‌ مواعظه‌ و حججه‌ و معني‌ «نتلوها» ‌ أي ‌ نقرأها عليك‌. و الفرق‌ ‌بين‌ تلك‌، و ‌هذه‌ ‌أن‌ تلك‌ إشارة ‌إلي‌ ‌ما ‌هو‌ بعيد فجازت‌ الاشارة بها إليه‌ لانقضاء ‌الآية‌ و صلح‌ ‌هذه‌ لقربها ‌في‌ التلاوة، و ‌لو‌ كانت‌ بعيدة ‌لم‌ يصلح‌ أحدهما مكان‌ الآخر. و انما ‌قال‌ «آيات‌ُ اللّه‌ِ نَتلُوها عَلَيك‌َ بِالحَق‌ِّ» فقيده‌ (بالحق‌)، لأنه‌ ‌لما‌ حقق‌ الوعيد بأنه‌ واقع‌ ‌لا‌ محالة نفي‌ عنه‌ حال‌ الظلم‌ كعادة أهل‌ الخير، ليكون‌ الإنسان‌ ‌علي‌ بصيرة ‌في‌ سلوك‌ الضلالة ‌مع‌ الهلاك‌ ‌أو‌ الهدي‌ ‌مع‌ النجاة، و معني‌ «نَتلُوها عَلَيك‌َ بِالحَق‌ِّ» ‌ أي ‌ معاملتي‌ حق‌، و يحتمل‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ المراد «نتلوها» المعني‌ الحق‌، لأن‌ معني‌ التلاوة حق‌ ‌من‌ حيث‌ يتعلق‌ معتقدها بالشي‌ء ‌علي‌ ‌ما ‌هو‌ ‌به‌.

اللغة، و المعني‌:

و الفرق‌ ‌بين‌ تلوت‌ ‌عليه‌، و تلوت‌ لديه‌ ‌أن‌ ‌عليه‌ يدل‌ ‌علي‌ إقرار التلاوة، لأن‌ معني‌ ‌عليه‌ استعلاء الشي‌ء، فهي‌ تنبئ‌ ‌عن‌ استعلائه‌ بالظهور للنفس‌، ‌کما‌ يظهر لها بعلو الصوت‌ و ليس‌ كذلك‌ لديه‌، لأن‌ معناه‌ عنده‌. و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ فساد قول‌ المجبرة: ‌أن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ يريد الظلم‌، لأنه‌ ‌لو‌ أراد ظلم‌ بعضهم‌ لبعض‌، لكان‌ ‌قد‌ أراد ظلمهم‌ و كذلك‌ ‌لو‌ أراد ظلم‌ الإنسان‌ لغيره‌، لجاز ‌أن‌ يريد ‌أن‌ يظلمه‌ ‌هو‌، لأنه‌ ‌لا‌ فرق‌ بينهما ‌في‌ القبح‌، و يدل‌ أيضاً ‌علي‌ ‌أنه‌ ‌لا‌ يفعل‌ ظلمهم‌، لأنه‌ ‌لا‌ يفعل‌ ‌ما ‌لا‌ يريده‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 554
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست