و قوله: «تقاته» هو من وقيت. قال الزجاج: يجوز فيه ثلاثة أوجه تقاة و وقاة و اقاة و حمله علي قياس وجوه و أجوه و إن کان هذا المثال لم يجيء منه شيء علي الأصل نحو تخمة و تكأة و نقاة غير أنه حمله علي الأكثر من نظائره و جعل اختصاص هذا البناء في الاستعمال، لا يمنع من حمله علي نظيره في القياس، لأن بإزاء قوة الاستعمال قوة النظير في الباب.
المعني، و اللغة:
و قوله: «وَ لا تَمُوتُنَّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ» معناه لا تتركوا الإسلام و إنما قال: «فلا تموتن» بلفظ النهي عن الموت من حيث أن الموت لا بد منه، فكأنه قال كونوا علي الإسلام، فإذا ورد عليكم الموت صادفكم علي الإسلام، فالنهي في الحقيقة عن ترك الإسلام، لئلا يهلكوا بالاقتطاع عن التمكين منه بالموت إلا أنه وضع كلام موضع كلام علي جهة تصرف الابدال، لحسن الاستعارة، و زوال اللبس، لأنه لما کان يمكنهم أن يفارقوه بالإسلام فترك الإسلام صار بمنزلة ما قد دخل في إمكانهم. و مثله قولهم لا أراك هاهنا أي لا تكونن هاهنا، فان من کان هاهنا رأيته إلا أن هذا خرج مخرج النهي لغير المنهي عنه فتباعد عن الأصل، فالأول أحسن لأنه أعدل.
و روي عن أبي عبد اللّه (ع) «و أنتم مسلمون»
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 544