responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 513

دعواهم‌ ‌أن‌ المسيح‌ أمرهم‌ بعبادته‌.

و الالف‌ ‌في‌ ‌قوله‌: «أ يأمركم‌» ألف‌ انكار و أصلها الاستفهام‌. و إنما استعملت‌ ‌في‌ الإنكار، لأنه‌ مما ‌لو‌ أقر ‌به‌ المخاطب‌ ‌به‌، لظهرت‌ صحته‌ و بان‌ سقوطه‌، فلذلك‌ جاء الكلام‌ ‌علي‌ السؤال‌، و ‌إن‌ ‌لم‌ يكن‌ الغرض‌ تعرف‌ الجواب‌.

و إنما ‌لم‌ تجز العبادة ‌إلا‌ للّه‌ ‌تعالي‌، لأنها تستحق‌ بأصول‌ النعم‌ ‌من‌ خلق‌ القدرة، و الحياة، و العقل‌، و الشهوة، و ‌غير‌ ‌ذلک‌ مما ‌لا‌ يقدر ‌عليه‌ سواه‌. و ليس‌ ‌في‌ ‌الآية‌ ‌ما يدل‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌في‌ أفعال‌ الجوارح‌ كفراً، لأن‌ ‌قوله‌: «أَ يَأمُرُكُم‌ بِالكُفرِ» معناه‌ الامر باعتقاد ‌أن‌ الملائكة و النبيين‌ أرباب‌، و ‌ذلک‌ كفر ‌لا‌ محالة. و ‌لم‌ يجر ‌في‌ ‌الآية‌، لتوجيه‌ العبادة إليهم‌ ذكر، فأما ‌من‌ عند ‌غير‌ اللّه‌ فانا نقطع‌ ‌علي‌ ‌أن‌ ‌فيه‌ كفراً ‌هو‌ الجحد بالقلب‌، لأن‌ نفس‌ ‌هذا‌ الفعل‌ كفر، فسقطت‌ شبهة المخالف‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 81]

وَ إِذ أَخَذَ اللّه‌ُ مِيثاق‌َ النَّبِيِّين‌َ لَما آتَيتُكُم‌ مِن‌ كِتاب‌ٍ وَ حِكمَةٍ ثُم‌َّ جاءَكُم‌ رَسُول‌ٌ مُصَدِّق‌ٌ لِما مَعَكُم‌ لَتُؤمِنُن‌َّ بِه‌ِ وَ لَتَنصُرُنَّه‌ُ قال‌َ أَ أَقرَرتُم‌ وَ أَخَذتُم‌ عَلي‌ ذلِكُم‌ إِصرِي‌ قالُوا أَقرَرنا قال‌َ فَاشهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُم‌ مِن‌َ الشّاهِدِين‌َ (81)

القراءة، و المعني‌:

قرأ نافع‌ «‌لما‌ آتيناكم‌» ‌علي‌ الجمع‌. الباقون‌ ‌علي‌ التوحيد بالتاء. و قرأ حمزة «‌لما‌» بكسر اللام‌. الباقون‌ بفتحها. التقدير اذكروا «إِذ أَخَذَ اللّه‌ُ مِيثاق‌َ النَّبِيِّين‌َ» لأن‌ (إذ) ‌لما‌ مضي‌ و معني‌ أخذ الميثاق‌ ‌من‌ النبيين‌ بنصرة ‌من‌ ‌لم‌ يلقوه‌ و ‌لم‌ يدركوا زمانه‌ ‌هو‌ أنهم‌ ينصرونه‌ بتصديقه‌ عند قومهم‌، و يأمرونهم‌ بالإقرار ‌به‌، ‌کما‌ ‌قيل‌:

إنما أخذ اللّه‌ ميثاق‌ النبيين‌ الماضين‌ بتصديق‌ ‌محمّد‌ (ص‌)، ‌هذا‌ قول‌ علي‌ (ع‌)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست