آية.
قرأ أهل المدينة و يعقوب (طائراً بأذن اللّه) الباقون. (طيراً) و هو الأجود، لأنه اسم جنس و طائر صفة. و قرأ نافع وحده (إني أخلق) بكسر الهمزة. الباقون بفتحها.
يحتمل نصب قوله: «و رسولا» وجهين:
أحدهما- بتقدير و يجعله رسولا فحذف لدلالة الاشارة عليه. و الثاني- أن يکون نصباً علي الحال عطفاً علي وجيهاً، لا أنه في ذلک الوقت يکون رسولا بمعني أنه يرسل رسولا. و قال الزجاج وجهاً ثالثاً بمعني يكلمهم رسولا في المهد ب «أَنِّي قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبِّكُم» و لو قرئت (إني) بالكسر «قد جئتكم» کان صواباً.
و المعني يقول «أَنِّي قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبِّكُم» أي بعلامة تدل علي ثبوت رسالتي.
و موضع «إني أخلق» يحتمل أن يکون خفضاً و رفعاً، فمن قرأ بالخفض فعلي البدل من آية بمعني جئتكم بأني أخلق لكم من الطين. و الرفع أريد به الآية إني أخلق من الطين. و جائز أن يکون «أَنِّي أَخلُقُ لَكُم» مخبرهم بهذه الآية ما هي أي أقول لكم «أَنِّي أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ».
و المراد بالخلق التقدير دون الأحداث، يقال في التفسير أنه صنع من الطين كهيئة الخفاش، و نفخ فيه فصار طائراً. و جاز أن يقول فيه للفظ الطين. و قال في