responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 443

و ‌هذا‌ خطأ عند البصريين‌. و ‌قوله‌: «نَذَرت‌ُ لَك‌َ ما فِي‌ بَطنِي‌ مُحَرَّراً» فالنذر ‌قد‌ بيناه‌ فيما مضي‌، و ‌هو‌ قول‌ القائل‌: للّه‌ علي‌ّ كذا و كذا. و ‌قيل‌ ‌في‌ معني‌ «محرراً» ثلاثة أقوال‌: أحدها‌-‌ ‌قال‌ الشعبي‌: معناه‌ مخلصاً للعبادة. و ‌قال‌ مجاهد: خادماً للبيعة. و ‌قال‌ ‌محمّد‌ ‌بن‌ جعفر ‌بن‌ الزبير: عتيقاً ‌من‌ الدنيا لطاعة اللّه‌.

اللغة:

و معني‌ (محرر) ‌في‌ اللغة يحتمل‌ أمرين‌: أحدهما‌-‌ معتق‌ ‌من‌ الحرية.

تقول‌: حررته‌ تحريراً: ‌إذا‌ أعتقته‌ ‌ أي ‌ جعلته‌ حرّاً. الثاني‌-‌ ‌من‌ تحرير الكتاب‌ و ‌هو‌ إخلاصه‌ ‌من‌ الضرر و الفساد. و أصل‌ الباب‌ الحرارة، لأن‌ الحر يحمي‌ ‌في‌ مواضع‌ الانفة. فالمحرر يخلص‌ ‌من‌ الاضطراب‌ ‌کما‌ يخلص‌ حرارة النار الذهب‌ و نحوه‌ ‌من‌ شائبة الفساد، و ‌هو‌ نصب‌ ‌علي‌ الحال‌ ‌من‌ (‌ما) و تقديره‌ نذرت‌ لك‌ ‌ألذي‌ ‌في‌ بطني‌ محرراً و العامل‌ ‌فيه‌ نذرت‌.

و ‌قوله‌: «فَتَقَبَّل‌ مِنِّي‌» فأصل‌ التقبل‌ المقابلة، و ‌ذلک‌ للاعتداد بالشي‌ء فيما يقابل‌ بالجزاء ‌عليه‌. و تقبل‌ الصنيع‌ مشبه‌ بتقبل‌ الهدية ‌من‌ جهة أخذه‌ دون‌ رده‌.

و ‌قوله‌ «إِنَّك‌َ أَنت‌َ السَّمِيع‌ُ العَلِيم‌ُ» معناه‌ السميع‌ ‌لما‌ أقول‌ العليم‌ ‌بما‌ أنوي‌، فلهذا صحت‌ الثقة لي‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 36]

فَلَمّا وَضَعَتها قالَت‌ رَب‌ِّ إِنِّي‌ وَضَعتُها أُنثي‌ وَ اللّه‌ُ أَعلَم‌ُ بِما وَضَعَت‌ وَ لَيس‌َ الذَّكَرُ كَالأُنثي‌ وَ إِنِّي‌ سَمَّيتُها مَريَم‌َ وَ إِنِّي‌ أُعِيذُها بِك‌َ وَ ذُرِّيَّتَها مِن‌َ الشَّيطان‌ِ الرَّجِيم‌ِ (36)

آية بلا خلاف‌.

القراءة، و المعني‌:

قرأ (و اللّه‌ أعلم‌ ‌بما‌ وضعت‌ُ) ‌إبن‌ عامر، و ‌أبو‌ عمرو ‌عن‌ عاصم‌، و يعقوب‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست