و المحبة: هي الارادة إلا أنها تضاف إلي المراد تارة، و إلي متعلق المراد أخري نحو أن تقول: أحب زيداً و أحب إكرام زيد، و لا تقول في الارادة ذلک لأنك تقول: أريد إكرام زيد، و لا تقول أريد زيداً. و إنما کان كذلك لقوة تصرف المحبة في موضع مثل الطباع ألذي يجري مجري الشهوة، فعوملت تلك المعاملة في الاضافة و محبة اللّه للعبد هي ارادته لثوابه و محبة العبد للّه هي ارادته لطاعاته.
القراءة، و الحجة، و الاعراب:
و قوله: (فاتبعوني) أثبتت الياء فيه بلا خلاف، لأنها في وسط آية و حذفت من قوله: «فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ» لأنها رأس آية نوي بها الوقف لتشاكل رءوس الآي، لأن سبيل الفواصل سبيل القوافي. و قيل أحببت فلاناً، فهو محبوب، فجاء مفعول للاستغناء به عن حببت حتي صار ذلک مهملا، و قد جاء علي الأصل قول عنترة:
و لقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم[1]
و قد حكي الزجاج عن الكسائي (حببت) من الثلاثي، و أجاز القراءة بفتح