responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 364

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البقرة (2): آية 277]

إِن‌َّ الَّذِين‌َ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحات‌ِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ لَهُم‌ أَجرُهُم‌ عِندَ رَبِّهِم‌ وَ لا خَوف‌ٌ عَلَيهِم‌ وَ لا هُم‌ يَحزَنُون‌َ (277)

آية واحدة.

المعني‌:

‌إن‌ ‌قيل‌: ‌إذا‌ ‌کان‌ الثواب‌ يستحق‌ بخلوص‌ الايمان‌ فلم‌ يشرط غيره‌ ‌من‌ الخصال‌!

قلنا: ‌لم‌ يذكر ‌ذلک‌ ليكون‌ شرطاً ‌في‌ استحقاق‌ الثواب‌ ‌علي‌ الايمان‌ و إنما ‌بين‌ ‌أن‌ ‌کل‌ خصلة ‌من‌ ‌هذه‌ الخصال‌ يستحق‌ ‌به‌ الثواب‌ و نظير ‌ذلک‌ ‌ما ذكره‌ ‌في‌ آية الوعيد ‌في‌ ‌قوله‌: «وَ الَّذِين‌َ لا يَدعُون‌َ مَع‌َ اللّه‌ِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقتُلُون‌َ النَّفس‌َ الَّتِي‌ حَرَّم‌َ اللّه‌ُ إِلّا بِالحَق‌ِّ وَ لا يَزنُون‌َ وَ مَن‌ يَفعَل‌ ذلِك‌َ يَلق‌َ أَثاماً يُضاعَف‌ لَه‌ُ العَذاب‌ُ يَوم‌َ القِيامَةِ وَ يَخلُد فِيه‌ِ مُهاناً»[1] فإنما ‌بين‌ ‌أن‌ ‌کل‌ خصلة ‌من‌ ‌هذه‌ الخصال‌ يستحق‌ بها العقاب‌ لأن‌ ‌من‌ المعلوم‌ ‌أن‌ ‌من‌ دعا ‌مع‌ اللّه‌ إلهاً آخر ‌لا‌ يحتاج‌ ‌إلي‌ شرط عمل‌ آخر استحق‌ العقاب‌ و ‌إن‌ ‌کان‌ الوعيد إنما يتوجه‌ ‌عليه‌ بمجموع‌ تلك‌ الخصال‌ لكان‌ ‌فيه‌ تسهيل‌ لكل‌ واحد منها و ليس‌ التقييد ‌في‌ آيتي‌ الوعيد يجري‌ مجري‌ ‌قوله‌: «وَ الَّذِين‌َ يَرمُون‌َ المُحصَنات‌ِ ثُم‌َّ لَم‌ يَأتُوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ فَاجلِدُوهُم‌ ثَمانِين‌َ جَلدَةً»[2] ‌من‌ قبل‌ ‌أن‌ ‌هذا‌ معلق‌ بحكم‌ يجب‌ بوجوبه‌ و يرتفع‌ بارتفاعه‌ بإجماع‌ و ليس‌ كذلك‌ ذكر ‌هذه‌ الخصال‌.

و ‌هذه‌ ‌الآية‌ تدل‌ ‌علي‌ ‌أن‌ أفعال‌ الجوارح‌ ليست‌ ‌من‌ الايمان‌ و ‌إن‌ الايمان‌ ‌هو‌ التصديق‌ ‌بما‌ وجب‌ لأنها ‌لو‌ كانت‌ ‌من‌ الايمان‌، لكان‌ ‌قوله‌ «إِن‌َّ الَّذِين‌َ آمَنُوا» ‌قد‌ اشتمل‌ عليها ‌فلا‌ معني‌ لذكرها بواو العطف‌ إذ ‌لا‌ يعطف‌ الشي‌ء ‌علي‌ نفسه‌. فان‌ ‌قيل‌ ‌ذلک‌ يجري‌ مجري‌ ‌قوله‌: «الَّذِين‌َ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَن‌ سَبِيل‌ِ اللّه‌ِ»[3] و ‌قوله‌:


[1] ‌سورة‌ الفرقان‌ آية: 68.
[2] ‌سورة‌ النور آية: 4.
[3] ‌سورة‌ ‌محمّد‌ آية: 1، و ‌سورة‌ النحل‌ آية: 88.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست