responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 362

تقول‌: عاد عوداً و اعتاد اعتياداً و استعاد استعادة و عوّد تعويداً، و تعود تعوداً، و عاود معاودة.

المعني‌:

و معني‌ ‌الآية‌ و ‌من‌ عاد لأكل‌ الربا ‌بعد‌ التحريم‌. و ‌قال‌ ‌ما ‌کان‌ يقوله‌ قبل‌ مجي‌ء الموعظة ‌من‌ ‌أن‌ البيع‌ مثل‌ الربا «فَأُولئِك‌َ أَصحاب‌ُ النّارِ هُم‌ فِيها خالِدُون‌َ» لأن‌ ‌ذلک‌ ‌لا‌ يصدر ‌إلا‌ ‌من‌ كافر، لأن‌ مستحل‌ الربا كافر بالإجماع‌ فلذلك‌ توعده‌ بعذاب‌ الأبد. و الخلود و الوعيد ‌في‌ ‌الآية‌ يتوجه‌ ‌إلي‌ ‌من‌ أربي‌، و ‌إن‌ ‌لم‌ يأكله‌ و إنما ذكر اللّه‌ ‌الّذين‌ يأكلون‌ الربا لأنها نزلت‌ ‌في‌ قوم‌ كانوا يأكلونه‌، فوصفهم‌ بصفتهم‌ و حكمها سائر ‌في‌ جميع‌ ‌من‌ أربي‌. و ‌الآية‌ الأخري‌ ‌الّتي‌ ذكرناها و تبين‌ معناها فيما ‌بعد‌ تبين‌ ‌ما قلناه‌ و ‌عليه‌ أيضاً الإجماع‌ و ‌قيل‌ ‌في‌ علة تحريم‌ الربا ‌أن‌ ‌فيه‌ تعطيل‌ المعايش‌ و الاجلاب‌ و المتاجر ‌إذا‌ وجد المربي‌ ‌من‌ يعطيه‌ دراهم‌ و فضلا بدراهم‌.

و ‌قال‌ ‌أبو‌ ‌عبد‌ اللّه‌ (ع‌) إنما شدد ‌في‌ تحريم‌ الربا لئلا يمتنع‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ اصطناع‌ المعروف‌ فرضاً ‌أو‌ رفداً

و أما ذكر الموعظة هاهنا و أنها ‌في‌ ‌قوله‌: «قَد جاءَتكُم‌ مَوعِظَةٌ مِن‌ رَبِّكُم‌» لامرين‌:

أحدهما‌-‌ ‌أن‌ ‌کل‌ تأنيب‌ ليس‌ بحقيقي‌ جاز ‌فيه‌ التذكير و التأنيث‌ فجاء القرآن‌ بالوجهين‌ معاً. و الثاني‌-‌ ‌أنه‌ ذكر هاهنا لوقوع‌ الفصل‌ ‌بين‌ الفعل‌ و الفاعل‌ بالضمير و أنث‌ ‌في‌ الموضع‌ ‌ألذي‌ ‌لم‌ يفصل‌. و الربا محرم‌ ‌في‌ النقد و النسيئة بلا خلاف‌ و ‌کان‌ بعض‌ ‌من‌ تقدم‌ يقول‌ ‌لا‌ ربا ‌إلا‌ ‌في‌ النسيئة و ‌ألذي‌ ‌کان‌ يربيه‌ أهل‌ الجاهلية ‌أن‌ يؤخروا الدين‌ ‌عن‌ محله‌ ‌إلي‌ محل‌ آخر بزيادة ‌فيه‌ و ‌هذا‌ حرام‌ بلا خلاف‌. و مسائل‌ البيع‌ الصحيح‌ منها و الفاسد و فروعها بيناها ‌في‌ النهاية و المبسوط و كذلك‌ مسائل‌ الصرف‌ ‌فلا‌ نطول‌ بذكرها ‌في‌ ‌هذا‌ الكتاب‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البقرة (2): آية 276]

يَمحَق‌ُ اللّه‌ُ الرِّبا وَ يُربِي‌ الصَّدَقات‌ِ وَ اللّه‌ُ لا يُحِب‌ُّ كُل‌َّ كَفّارٍ أَثِيم‌ٍ (276)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست