responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 359

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البقرة (2): آية 275]

الَّذِين‌َ يَأكُلُون‌َ الرِّبا لا يَقُومُون‌َ إِلاّ كَما يَقُوم‌ُ الَّذِي‌ يَتَخَبَّطُه‌ُ الشَّيطان‌ُ مِن‌َ المَس‌ِّ ذلِك‌َ بِأَنَّهُم‌ قالُوا إِنَّمَا البَيع‌ُ مِثل‌ُ الرِّبا وَ أَحَل‌َّ اللّه‌ُ البَيع‌َ وَ حَرَّم‌َ الرِّبا فَمَن‌ جاءَه‌ُ مَوعِظَةٌ مِن‌ رَبِّه‌ِ فَانتَهي‌ فَلَه‌ُ ما سَلَف‌َ وَ أَمرُه‌ُ إِلَي‌ اللّه‌ِ وَ مَن‌ عادَ فَأُولئِك‌َ أَصحاب‌ُ النّارِ هُم‌ فِيها خالِدُون‌َ (275)

آية.

المعني‌:

أصل‌ الربا: الزيادة ‌من‌ قولهم‌ ربا الشي‌ء يربو ربواً ‌إذا‌ زاد. و الربا: ‌هو‌ الزيادة ‌علي‌ رأس‌ المال‌. ‌في‌ نسيئة ‌أو‌ مماثلة و ‌ذلک‌ كالزيادة ‌علي‌ مقدار الدين‌ للزيادة ‌في‌ الأجل‌ ‌أو‌ كاعطاء درهم‌ بدرهمين‌ ‌أو‌ دينار بدينارين‌،

و المنصوص‌ ‌عن‌ النبي‌ (ص‌) تحريم‌ التفاضل‌ ‌في‌ ستة أشياء الذهب‌، و الفضة، و الحنطة، و الشعير، و التمر، و الملح‌. و ‌قيل‌: الزبيب‌: ‌فقال‌ النبي‌ (ص‌) ‌فيها‌ مثلًا بمثل‌ يداً بيد ‌من‌ زاد ‌أو‌ استزاد، فقد أربي‌.

‌هذه‌ الستة أشياء ‌لا‌ خلاف‌ ‌في‌ حصول‌ الربا ‌فيها‌، و باقي‌ الأشياء عند الفقهاء مقيس‌ عليها. و ‌فيها‌ خلاف‌ بينهم‌، و عندنا ‌أن‌ الربا ‌في‌ ‌کل‌ ‌ما يكال‌ ‌أو‌ يوزن‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ الجنس‌ واحداً، منصوص‌ ‌عليه‌. و الربا محرم‌ متوعد ‌عليه‌ كبيرة بلا خلاف‌، بهذه‌ ‌الآية‌، و بقوله‌: «يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه‌َ وَ ذَرُوا ما بَقِي‌َ مِن‌َ الرِّبا إِن‌ كُنتُم‌ مُؤمِنِين‌َ فَإِن‌ لَم‌ تَفعَلُوا فَأذَنُوا بِحَرب‌ٍ مِن‌َ اللّه‌ِ وَ رَسُولِه‌ِ»[1] و ‌قوله‌: «لا يَقُومُون‌َ إِلّا كَما يَقُوم‌ُ الَّذِي‌ يَتَخَبَّطُه‌ُ الشَّيطان‌ُ مِن‌َ المَس‌ِّ» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌، و سعيد ‌بن‌ جبير، و الحسن‌، و مجاهد، و قتادة: ‌إن‌ قيامهم‌ ‌علي‌ ‌هذه‌ الصفة ‌يکون‌


[1] ‌سورة‌ البقرة آية: 78‌-‌ 79.
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست