responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 350

نذر الدم‌: العقد ‌علي‌ سفكه‌ للخوف‌ ‌من‌ مضرة صاحبه‌ ‌قال‌ الشاعر:

‌هم‌ ينذرون‌ دمي‌ و أنذر ‌إن‌ لقيت‌ بأن‌ أشدا

و ‌منه‌ الانذار: الاعلام‌ بموقع‌ العدو، للخوف‌ ‌منه‌ ليتقي‌ يقال‌: نذرت‌ النذر أنذره‌ نذراً و جمعه‌ نذور و ‌قوله‌: «فَإِن‌َّ اللّه‌َ يَعلَمُه‌ُ» معناه‌ يجازي‌ ‌عليه‌ لأنه‌ عالم‌ ‌به‌، فدل‌ بذكر العلم‌ ‌علي‌ تحقيق‌ الجزاء إيجازاً للكلام‌ و ‌قوله‌ «وَ ما لِلظّالِمِين‌َ مِن‌ أَنصارٍ» وعيد للظالمين‌ و ‌هم‌ الفاعلون‌ لضرر يستحق‌ ‌عليه‌ الذم‌. و المراد بالظالمين‌ هاهنا ‌الّذين‌ كانوا إنفاقهم‌ ‌علي‌ ‌غير‌ الوجه‌ المأذون‌ ‌لهم‌ ‌فيه‌ ‌من‌ رباً ‌أو‌ ضرار ‌أو‌ شقاق‌ ‌أو‌ ‌من‌ مال‌ مغصوب‌ ‌أو‌ مأخوذ ‌من‌ ‌غير‌ وجهه‌. و سمي‌ ‌ذلک‌ ظلماً، لأنه‌ وضع‌ ‌فيه‌ ‌في‌ ‌غير‌ موضعه‌، و الأنصار جمع‌ نصير مثل‌ شريف‌ و أشراف‌، و باب‌ فعيل‌ يجمع‌ ‌علي‌ فعلاء مثل‌ عليم‌ و علماء و كريم‌ و كرماء، و ‌قد‌ ورد ‌فيه‌ فعال‌ مثل‌ نصير و نصار.

و النصير: ‌هو‌ المعين‌ ‌علي‌ العدو، فعلي‌ ‌هذا‌ ‌لا‌ تدل‌ ‌الآية‌ ‌علي‌ ‌أنه‌ ‌لا‌ شفاعة لمرتكبي‌ الكبائر لأن‌ أحداً ‌لا‌ يقول‌ ‌أن‌ ‌لهم‌ معيناً ‌علي‌ عدوهم‌ بل‌ إنما نقول‌ ‌لهم‌ ‌من‌ يسأل‌ ‌في‌ بابهم‌ ‌علي‌ وجه‌ التضرع‌ و ‌لا‌ يسمي‌ ‌ذلک‌ نصر ‌علي‌ حال‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البقرة (2): آية 271]

إِن‌ تُبدُوا الصَّدَقات‌ِ فَنِعِمّا هِي‌َ وَ إِن‌ تُخفُوها وَ تُؤتُوهَا الفُقَراءَ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم‌ وَ يُكَفِّرُ عَنكُم‌ مِن‌ سَيِّئاتِكُم‌ وَ اللّه‌ُ بِما تَعمَلُون‌َ خَبِيرٌ (271)

آية واحدة بلا خلاف‌.

القراءة:

قرأ ‌إبن‌ عامر و حمزة و الكسائي‌ و خلف‌ فنعما‌-‌ بفتح‌ النون‌ و كسر العين‌-‌ و قرأ ‌إبن‌ كثير، و ورش‌، و يعقوب‌، و حفص‌، و الأعشي‌ و البرجمي‌-‌ بكسر النون‌ و العين‌-‌ و قرأ أهل‌ المدينة‌-‌ ‌إلا‌ ورشاً‌-‌ و ‌أبو‌ عمر، و ‌أبو‌ بكر‌-‌ ‌إلا‌ الأعشي‌-‌ و البرجمي‌-‌ بكسر النون‌ و سكون‌ العين‌-‌ و كذلك‌ ‌في‌ النساء ‌في‌ ‌قوله‌: «نِعِمّا يَعِظُكُم‌

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 2  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست