و قوله. «وَ اللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ» فالغني هو الحي ألذي ليس بمحتاج، و معناه هاهنا غني عن کل شيء من صدقة و غيرها. و إنما دعاكم إليها لينفعكم بها. و قال الرماني: الغني الواسع الملك فاللّه غني لأنه مالك لجميع الأشياء لأنه قادر عليها لا يتعذر عليه شيء منها. و الغني ضد الحاجة. تقول: غني يغني غني و أغناه اغتناء و استغني استغناء و غني غناء و تغني تغنياً. و الغناء ممدود: الصوت الحسن.
و يقال فيه أغنية و أغاني و الغني: الكفاية للغني به عن غيره. و المغني المنزل غني بالدار: إذا أقام بها و منه قوله «كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ»[1] و الغانية: الشابة المتزوجة لغناها بزوجها عن غيره. و هي أيضاً العفيفة لغناها بعفتها. و الغنية الاستغناء: و الحلم: الامهال بتأخير العقوبة للانابة، و لو وقع موقع حليم حميد أو عليم، لما حسن لأنه تعالي لما نهاهم أن يتبعوا الصدقة بالمن، بين أنهم إن خالفوا ذلک فهو غني عن طاعتهم حليم. في أن لا يعاجلهم بالعقوبة.
قوله تعالي: [سورة البقرة (2): آية 264]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَ الأَذي كَالَّذِي يُنفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ وَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفوانٍ عَلَيهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلداً لا يَقدِرُونَ عَلي شَيءٍ مِمّا كَسَبُوا وَ اللّهُ لا يَهدِي القَومَ الكافِرِينَ (264)