اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 201
الّتي هي خير، و إنما عدل عنه لحاجة السائل الي البيان ألذي يدل عليه، و علي غيره، و ذلک يحسن من الحكماء إذا أرادوا تعليم غيرهم، و تبصيرهم أن يضمنوا الجواب مع الدلالة علي المسئول عنه الدلالة علي ما يحتاج إليه السائل في ذلک المعني مما أغفله أو حذف السؤال عنه لبعض الأسباب المحسنة له. فأما الجدل ألذي يضايق فيه الخصم، فالأصل فيه التحقيق، بأن يکون الجواب علي قدر السؤال من غير زيادة و لا نقصان، و لا عدول عما يوجبه نفس السؤال، لأن کل واحد من الخصمين قد حل محل النظير للآخر.
و لا يجوز إعطاء الزكاة للوالدين، و کل من تلزمه نفقته- و به قال الحسن- و الآية عامة في الزكاة و في التطوع- و به قال الحسن- غير أنها فيمن تلزمه النفقة عليه، خاصة بالنفقة.
الاعراب:
و موضع (ما) في قوله: «ما ذا يُنفِقُونَ» من الاعراب يحتمل وجهين:
الرفع، و النصب، الرفع علي ما ألذي ينفقون، فيكون المعني ألذي، و ينفقون صلة، و النصب بمعني أي شيء ينفقون، فيكون (ذا) و (ما) بمنزلة شيء واحد. و المساكين جمع مسكين و هو المحتاج.
المعني:
و معني قوله: «فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ» اي ما تفعلوا من خير فان اللّه يجازي عليه من غير أن يضيع منه شيء، لأنه عليم لا يخفي عليه شيء. قال مجاهد: معني «يَسئَلُونَكَ ما ذا يُنفِقُونَ» إنهم سألوا ما لهم في ذلک، فقال اللّه تعالي: «قُل ما أَنفَقتُم مِن خَيرٍ» الآية. و قال قتادة: أهمتهم النفقة، فسألوا عنها النبي (ص) فأنزل اللّه «قُل ما أَنفَقتُم مِن خَيرٍ» الآية.