هل هذا الميقات في قوله: وَ واعَدنا مُوسي ثَلاثِينَ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ. قيل: قال ابو علي و ابو بكر بن اخشاذ و اسمه احمد بن علي ان هذا ذاك و في النّاس من قال:
هو غيره و الاول اظهر، و انما ذكر الثلاثين و أتمها بعشر و الأربعين قد تكمل بعشرين و عشرين، لأن الثلاثين أراد بها ذا القعدة و ذا الحجة فذكر هذا العدد لمكان الشهر ثم ذكر ما يتم به العدد أربعين ليلة.
و انما قال «أَربَعِينَ لَيلَةً» و لم يقل أربعين يوماً، لتضمن الليالي الأيام علي قول المبرد، و معني ذلک: انه إذا ذكرت الليالي دخلت فيها الأيام و ليس إذا ذكرت الأيام دخلت الليالي فيها. هكذا هو الاستعمال، و الصحيح ان العرب كانت تراعي في حسابها الشهور و الأيام و الأهلة. فأول الشهر الليالي و لذلك أرخت بالليالي و غلبتها علي الأيام و لذلك صارت الأيام تابعة لليالي. و اكتفي بذكر الليالي من الأيام، فقيل لعشر خلون. و لم يقولوا لعشرة لأنه جري علي ما جري علي الليالي.
«و اتخذ) قال الرماني: وزنه افتعل و أصله يتخذ فقلبت الياء تاء و أدغمت في التاء الّتي بعدها و قال ابو علي يتخذت و ليس من أخذت، لان الهمزة لا تبدل من الياء و لا تبدل الياء منها، و اتخذت لا تكون افتعلت من أخذت و تكون أبدلت الهمزة ياء ثم أدغمت في التاء کما قالوا يسر الجزور و هو من اليسر لأنه لا يجوز علي قول أصحابنا لاختلاف الحرفين و فائدة الآية التعجب من قولهم إذ كانوا في مقدار هذه المدة
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 1 صفحة : 238