responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 238

‌فيه‌ و سبيل‌ غيره‌ سواء. و ‌من‌ ‌لم‌ يجز انقلابه‌ حيا، فاوّل‌ الخوار ‌علي‌ ‌ان‌ السامري‌ جعل‌ ‌فيه‌ خروقا، فدخلها الريح‌ فحدث‌ ‌فيه‌ صوت‌ كالخوار.

و انما ‌قال‌: «وَ أَنتُم‌ ظالِمُون‌َ» يعني‌ ظالمي‌ أنفسهم‌ ‌إذا‌ دخلوا عليها الضرر ‌بما‌ يستحقون‌ ‌علي‌ عبادته‌ ‌من‌ العقوبة و الظلم‌. و ‌قد‌ ‌يکون‌ للنفس‌ و ‌قد‌ ‌يکون‌ للغير.

و انما وصفوا بأنهم‌ اتخذوا العجل‌ إلها و ‌هي‌ صفة ذم‌ ‌لهم‌ ‌بما‌ ‌لم‌ يفعلوا لرضاهم‌ ‌بما‌ ‌کان‌ ‌عليه‌ أسلافهم‌، و سلوكهم‌ طرائقهم‌ ‌في‌ المخالفة لأمر اللّه‌، و الذم‌ ‌علي‌ الحقيقة ‌علي‌ أفعالهم‌ فان‌ ‌کان‌ اللفظ ‌علي‌ أفعال‌ أسلافهم‌ فاخرج‌ اللفظ مخرج‌ ‌من‌ كأنهم‌ فعلوا ‌ذلک‌ لسلوكهم‌ تلك‌ الطرق‌ و عدولهم‌ ‌الي‌ المخالفة. فالذم‌ متعلق‌ ‌بما‌ ‌کان‌ منهم‌ ‌في‌ الحقيقة، فان‌ ‌قيل‌:

هل‌ ‌هذا‌ الميقات‌ ‌في‌ ‌قوله‌: وَ واعَدنا مُوسي‌ ثَلاثِين‌َ لَيلَةً وَ أَتمَمناها بِعَشرٍ. ‌قيل‌: ‌قال‌ ابو علي‌ و ابو بكر ‌بن‌ اخشاذ و اسمه‌ احمد ‌بن‌ علي‌ ‌ان‌ ‌هذا‌ ذاك‌ و ‌في‌ ‌النّاس‌ ‌من‌ ‌قال‌:

‌هو‌ غيره‌ و الاول‌ اظهر، و انما ذكر الثلاثين‌ و أتمها بعشر و الأربعين‌ ‌قد‌ تكمل‌ بعشرين‌ و عشرين‌، لأن‌ الثلاثين‌ أراد بها ذا القعدة و ذا الحجة فذكر ‌هذا‌ العدد لمكان‌ الشهر ‌ثم‌ ذكر ‌ما يتم‌ ‌به‌ العدد أربعين‌ ليلة.

و انما ‌قال‌ «أَربَعِين‌َ لَيلَةً» و ‌لم‌ يقل‌ أربعين‌ يوماً، لتضمن‌ الليالي‌ الأيام‌ ‌علي‌ قول‌ المبرد، و معني‌ ‌ذلک‌: انه‌ ‌إذا‌ ذكرت‌ الليالي‌ دخلت‌ ‌فيها‌ الأيام‌ و ليس‌ ‌إذا‌ ذكرت‌ الأيام‌ دخلت‌ الليالي‌ ‌فيها‌. هكذا ‌هو‌ الاستعمال‌، و الصحيح‌ ‌ان‌ العرب‌ كانت‌ تراعي‌ ‌في‌ حسابها الشهور و الأيام‌ و الأهلة. فأول‌ الشهر الليالي‌ و لذلك‌ أرخت‌ بالليالي‌ و غلبتها ‌علي‌ الأيام‌ و لذلك‌ صارت‌ الأيام‌ تابعة لليالي‌. و اكتفي‌ بذكر الليالي‌ ‌من‌ الأيام‌، فقيل‌ لعشر خلون‌. و ‌لم‌ يقولوا لعشرة لأنه‌ جري‌ ‌علي‌ ‌ما جري‌ ‌علي‌ الليالي‌.

«و اتخذ) ‌قال‌ الرماني‌: وزنه‌ افتعل‌ و أصله‌ يتخذ فقلبت‌ الياء تاء و أدغمت‌ ‌في‌ التاء ‌الّتي‌ بعدها و ‌قال‌ ابو علي‌ يتخذت‌ و ليس‌ ‌من‌ أخذت‌، لان‌ الهمزة ‌لا‌ تبدل‌ ‌من‌ الياء و ‌لا‌ تبدل‌ الياء منها، و اتخذت‌ ‌لا‌ تكون‌ افتعلت‌ ‌من‌ أخذت‌ و تكون‌ أبدلت‌ الهمزة ياء ‌ثم‌ أدغمت‌ ‌في‌ التاء ‌کما‌ قالوا يسر الجزور و ‌هو‌ ‌من‌ اليسر لأنه‌ ‌لا‌ يجوز ‌علي‌ قول‌ أصحابنا لاختلاف‌ الحرفين‌ و فائدة ‌الآية‌ التعجب‌ ‌من‌ قولهم‌ إذ كانوا ‌في‌ مقدار ‌هذه‌ المدة

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست