عنهم بعون الله
وإقداره ، فالعبد رهين إفاضة الله ومشيئته ، والله أولى بحسنات العبد من نفسه ، كما
أن العبد أولى بسيأته من الله [١].
الشفاعة :
تدل الايات المباركة على أن الله سبحانه
هو الكافل بامور عبيده ، وأنه الذي بيده الامر ، يدبر شؤون عبده ويوجهه إلى كماله
برحمته ، وهو قريب منه ، يسمع نداءه ويجيب دعاءه :
وعلى هذا فليس لمخلوق أن يستشفع بمخلوق
مثله ، ويجعله واسطة بينه وبين ربه ، ففي ذلك تبعيد للمسافة ، بل وفيه إظهار
للحاجة إلى غير الله وماذا يصنع محتاج بمحتاج مثله؟ وماذا ينتفع العاصي بشفاعة من
لا ولاية له ولا سلطان؟ بل :
هذا كله إذا لم تكن الشفاعة بإذن من
الله سبحانه ، وأما إذا أذن الله بالشفاعة لاحد فإن الاستشفاع به يكون نحوا من
الخضوع لله والتعبد له ، ويستفاد من القرآن الكريم أن الله تعالى قد أذن لبعض
عباده بالشفاعة ، إلا أنه لم ينوه بذكرهم عدا الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد قال الله تعالى :
[١] انظر رقم (٢٥)
للوقوف على الامر بين الامريين في كسب الحسنات وارتكاب السيئات ـ في قسم
التعليقات.