٣ ـ أن يعبد الله بما أنه أهل لان يعبد
، فإن الكامل بالذات والجامع لصفات الجمال والجلال. وهذا القسم من العبادة لا
يتحقق إلا ممن اندكت نفسيته فلم ير لذاته إنية إزاء خالقه ، ليقصد بها خيرا ، أو
يحذر لها من عقوبة ، وإنما ينظر إلى صانعه وموجده ولا يتوجه إلا إليه ، وهذه مرتبة
لا يسعنا التصديق ببلوغها لغير المعصومين (ع) الذين أخلصوا لله أنفسهم فهم
المخلصون الذين لا يستطيع الشيطان أن يقترب من أحدهم :
قال أمير المؤمنين وسيد الموحدين صلوات
الله عليه : ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة
فعبدتك [١]
، وأما سائر العباد فتنحصر عبادتهم في أحد القسمين الاولين ، ولا يسعهم تحصيل هذه
الغاية. وبذلك يظهر بطلان قول من أبطل العبادة إذا كانت ناشئة عن العطمع أو الخوف
، واعتبر في صحة العبادة أن تكون لله ما هو أهل للعبادة ووجه بطلان هذا القول : أن
عامة البشر غير المعصومين لا يتمكنون من ذلك فكيف يمكن تكليفهم به! وهل هو إلا
تكليف بما لا يطاق؟!