هو نبي وهم أوصياء ،
وبما أنهم عباد مكرمون ، ولا ريب في أن المسلم لا يعبد النبي أو الوصي فضلا عن أن
يعبد قبورهم.
وصفوة القول : أن التقبيل والزيارة وما
يضاهيهما من وجوه التعظيم لا تكون شركا بأي وجه من الوجوه ، وبأي داع من الدواعي ،
ولو كان كذلك لكان تعظيم الحي من الشرك أيضا ، إذ لا فرق بينه وبين الميت من هذه
الجهة ـ ولا يلتزم ابن تيمية وأتباعه بهذا ـ وللزم نسبة الشرك إلى الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وحاشاه فقد كان يزور القبور ، ويسلم
على أهلها ، ويقبل الحجر الاسود كما سبق وعلى هذا فيدور الامر بين الحكم بأن بعض
الشرك جائز لا محذور فيه ، وبين أن يكون التقبيل والتعظيم ـ لا بعنوان العبودية ـ
خارجا عن الشرك وحدوده ، وحيث أنه لا مجال للاول لظهور بطلانه فلا بد وأن يكون
الحق هو الثاني ، فإذا تكون الامور المذكورة داخلة في عبادة الله وتعظيمه :
وقد مرت الروايات الدالة على استحباب
زيارة قبر النبي وأولياء الله الصالحين.
السجود لغير
الله :
لقد اتضح مما قدمنا أن الخضوع لاي مخلوق
إذا نهي عنه في الشريعة لم يجز فعله ، وإن لم يكن على نحو التأله ، ومن هذا القبيل
السجود لغير الله ، فقد أجمع المسلمون على حرمة السجود لغير الله ، قال عز من قائل
: