مما لا يرتاب فيه مسلم : ان العبادة
بمعنى التأله تختص بالله سبحانه وحده ، وقد قلنا : إن هذا المعنى هو الذي ينصرف
إليه لفظ العبادة عند الاطلاق ، وهذا هو التوحيد الذي ارسلت به الرسل ، وأنزلت
لاجله الكتب :
فالايمان بالله تعالى لا يجتمع مع عبادة
غيره ، سواء أنشأت هذه العبادة عن اعتقاد التعدد في الخالق ، وإنكار التوحيد في
الذات ، أم نشأت عن الاعتقاد بأن الخلق معزولون عن الله فلا يصل إليه دعاؤهم ، وهم
محتاجون إلى إله أو آلهة اخرى تكون وسائط بينهم وبين الله يقربونهم إليه ، وشأنه
في ذلك شأن الملوك وحفدتهم ، فإن الملك لما كان بعيدا عن الرعية احتاجت إلى وسائط
يقضون حوائجهم ، ويجيبون دعواتهم.
وقد أبطل الله سبحانه كلا الاعتقادين في
كتابه العزيز ، فقال تعالى في إبطال الاعتقاد بتعدد الالهة :