وقد علمنا أن الآيات المقترحة لا تجب
الاجابة إليها ، ويدلنا على أن المشركين إنما يريدون الاتيان بما اقترحوه من
الآيات : أنهم لو أرادوا من النبي أن يأتي بآية ما ، تدل على صدقه لاجابهم على
الاقل بالاتيان بالقرآن الذي تحدى به في كثير من مواضعه. نعم يظهر من الآيات
المتقدمة التي استدل بها الخصم ، ومما يشبهها من الآيات أمران :
١ ـ إن تحدي النبي (ص) لعامة البشر إنما
كان بالقرآن خاصة من بين سائر معجزاته. وقد أوضحنا فيما سبق أن الامر لا بد وأن
يكون كذلك ، لان النبوة الابدية العامة تستدعي معجزة خالدة عامة ، وهي منحصرة
بالقرآن ، وليس في سائر معجزاته (ص) ما يتصور له البقاء والاستمرار.
٢ ـ إن الاتيان بالمعجزة ليس اختياريا
للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنما هو
رسول يتبع في ذلك اذن الله تعالى ، ولا دخل لاقتراح المقترحين في شيء من ذلك. وهذا
المعنى ثابت لجميع الانبياء. ويدل عليه قوله تعالى :