responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الأمثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 206

الوارد في الروايات أنّ عددهم كان عشرة آلاف، وذكرت روايات اُخرى أنّهم كانوا سبعين ألف أوثمانين ألف[1] .
ثمّ أنّ الآية أشارت إلى عاقبتهم فقالت: (فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم)لتكون قصّة موتهم وحياتهم مرّة اُخرى عبرة للآخرين. ومن الواضح أنّ المراد من (موتوا) ليس هو الأمر اللفظي بل هو أمر الله التكويني الحاكم على كلّ حيّ في
عالم الوجود، أي أنّ الله تعالى أوجد أسباب هلاكهم فماتوا جميعاً في وقت قصير، وهذه أشبه بالأمر الذي أورد في الآية 82 من سورة يس (إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)[2] .
وجملة (ثمّ أحياهم) إشارة إلى عودتهم إلى الحياة بعد موتهم إستجابة لدعاء (حزقيل النبي) كما ذكرنا في سبب نزول الآية، ولمّا كانت عودتهم إلى الحياة مرّة اُخرى من النعم الإلهيّة البيّنة (نعمة لهم ونعمة لبقيّة الناس للعبرة) ففي ختام الآية تقول (إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون)فليست نعمة الله وألطافه وعنايته تنحصر بهؤلاء، بل لجميع الناس.
* * *
بحوث
هنا ينبغي أن نشير إلى بعض النقاط:
1 ـ هل هذه الحادثة التاريخيّة حقيقيّة، أم مجرّد تمثيل؟
هذه الحكاية التي ذكرناها، أهي حدث تاريخي واقعي أشار إليه القرآن إشارة عابرة، ثمّ شرحته الروايات والأحاديث، أم أنّها أُقصوصة لتجسيد الحقائق العقلية

[1] ـ راجع التفاسير: مجمع البيان، القرطبي، روح البيان، في ذيل الآية المبحوثة.
[2] ـ يس : 82 .
اسم الکتاب : تفسير الأمثل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست