مجبّل على حب الحياة ، أي يحب البقاء في الدنيا و لا يميل الى مفارقتها و الانتقال منها ، لهذا رغب اللّه برسوله عن الدنيا و مقارنة البلاء و المصائب و النوائب فقال عز من قائل له : [ و للآخرة خير لك من الاولى ] .
[ فقبضه اليه كريما صلى اللّه عليه و آله ] مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فى اليوم الثامن و العشرين من شهر صفر ، بناء على الخلاف المتقدم فى يوم ولادته ، إذ العامة يعتقدون : ان وفاته [ ص ] كانت يوم ولادته أي اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ، و وافقهم الكليني في وفاته كما اختار كلامهم في ولادته قبضه اللّه كريما اي نقي الثوب طاهر الصحيفة ، حسن الحديث .
و انما المرء حديث بعده فكن حديثا حسبا لمن روى
لم يكن لأحد عليه مظلمة ، أدّى ما كان واجبا عليه من التبليغ و الانذار و التبشير و إبلاغ الرسالة ، و ما ترك امته بعده حيارى لا يدرون الى من يفزعون فى مهماتهم ، و الى من يلجأون فى مشاكلهم ، و ممن يأخذون معالم دينهم .
القسم الخامس عشر
المتن
و خلف فيكم ما خلقت الأنبياء في اممها ، إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ، و لا علم قائم ، كتاب ربّكم مبيّنا [ بفتح الياء فى بعض النسخ ] حلاله و حرامه ، و فضائله و فرائضه ، و ناسخه و منسوخه ، و رخصه و عزائمه ، و خاصّه و عامّه ، و عبره و أمثاله ، و مرسله و محدوده ، و محكمه و متشابهه ، مفسّرا جمله و غوامضه ، بين مأخوذ ميثاق علمه ، و موسع على العباد جهله ، و بين مثبت في الكتاب فرضه ، و معلوم في السّنة نسخه ، و واجب فى السّنة أخذه و مرّخص فى الكتاب تركه و بين واجب بوقته ، و زائل في مستقبله و مباين بين محارمه من كبير أوعد عليه نيرانه او صغير ارصد له غفرانه ، و بين مقبول في ادناه و موسّع في اقصاه .