و قد انزل الرحمن انك فاسق و ما لك في الاسلام حق تطالبه
و شبّهته كسرى و قد كان مثله شبيها بكسرى هديه و ضرائبه
أي كان كافرا كما كان كسرى كافرا و كان المنصور إذا انشد هذا البيت يقول : لعن اللّه الوليد ، هو الذي فرّق بين بني عبد مناف بهذا الشعر .
الخطبة السادسة عشر و من كلام له عليه السلام لما بويع بالمدينة
القسم الاول
المتن
ذمّتي بما أقول رهينة و أنا زعيم : إن من صرّحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن التقحّم في الشبهات . ألا و إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيه صلى اللّه عليه و آله ، و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ، و لتغربلنّ غربلة ، و لتساطنّ سوط القدر . حتى يعود أسفلكم أعلاكم . و أعلاكم أسفلكم ، و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا ، و ليقصرنّ سباقون كانوا سبقوا ،
و اللّه ما كتمت و شمة ، و لا كذبت كذبة ، و لقد نبئت بهذا المقام و بهذا اليوم ،
ألا و ان الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها و خلعت لجمها فتقحمت بهم في النار ، ألا و إنّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها ، و اعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنة ، حق و باطل ، و لكل أهل ، فلئن أمر الباطل لقديما فعل ، و لئن قلّ الحقّ فلربما و لعلّ ، و لقلّ ما أدبر شيء فأقبل . قال الرضي ( ره ) : أقول ان في هذا الكلام ادنى من مواقع الاحسان ما تبلغه مواضع الاستحسان ، و ان حظ العجب منه اكثر من حظ العجب به ، و فيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة لا يقوم لها لسان ، و لا يطلع فجّها انسان ،
و لا يعرف ما اقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق ، و جرى فيها على عرق ،
و لا يعلمها إلا العالمون .
اللغة
الذمة : الحرمة و العهد . و الرهينة : المرهونة . و الزعيم و الكفيل