الصفات السلبية و اثبات الصفات الثبوتية ، بأن يعلم العبد ان اللّه ليس بمركب و لا جسم و لا مرئي الى آخر ما هو مذكور فى محله .
و القسم الثالث هي العرفة التامة و هي ان يطلع العبد على حقيقة ربه و يعلم كنهه و يدركه بعقله . و قد سبق ان هذا القسم محال و لا يحصل لأحد الملخوقين ، كما أشار الى ذلك رسول اللّه ( ص ) ليلة المعراج ، لما أتاه النداء من رب العزة ان يا احمد : هل عرفتني حق معرفتي ؟ فقال ( ص ) : إلهنا ما عرفناك حق معرفتك .
إذ المقصود من السؤال و الجواب ليس هو القسم الثاني قطعا بل هو القسم الثالث و إنما عبّر امير المؤمنين عليه السلام بالمعرفة الكاملة لأن القسم الثالث غير ممكن و مستحيل حصوله لأحد من الخلق .
مراتب التوحيد
فلنرجع الى شرح الكلمات قال ( ع ) ( و كمال معرفته التصديق به ) الانسان يدرك شيئا تارة و لا تقر نفسه به و تارة يعرف شيئا و تعترف نفسه و تذعن لذلك الشيء فالمعرفة لا تكمل بالمعنى المتقدم إلا بالتصديق بذات اللّه تعالى لأن الادراك إذا قوي و اشتد يصير إذعانا و حكما ، و هذا هو القسم الأول من المعرفة .
( و كمال التصديق به توحيده ) التصديق بوجود اللّه لا يكمل إلا بالتصديق بتوحيده و التوحيد على أربعة مراتب :
توحيد الذات ، و توحيد الصفات ، و توحيد الأفعال ، و توحيد العبادة .
و المقصود من التوحيد هنا هو توحيد الذات ، أي يعتقد العبد ان اللّه وحده لا شريك له ، و توحيد الصفات هو ان صفات اللّه عين ذاته ، و ذاته عين صفاته و سيأتيك