و إلى هنا انتهت الخطبة الثامنة و التاسعة و اللّه الموفق .
الخطبة العاشرة و من خطبة له عليه السلام
المتن
ألا و إنّ الشيطان قد جمع حزبه ، و استجلب خيله و رجله ، و إنّ معي لبصيرتي ، ما لبّست على نفسي ، و لا لبّس عليّ ، و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه ، لا يصدرون عنه و لا يعودون إليه .
اللغة
استجلب : طلب من يجلب له ، و قيل : استجلب : جمع ، و الرجل بفتح الراء و كسر الجيم أو سكونها : جمع راجل و افرطن : أملأن . و الماتح :
المستقي ، يقال : متح الدلو : اذا جذبها مستقيا لها .
المعنى
قال ابن ميثم « ره » : « هذا الفصل ملتقط ملفّق من خطبة له ،
لما بلغه ان طلحة و الزبير خلعا بيعته ، و هو غير منتظم ، و قد أورد السيد الرضي منها فصلا آخرا » .
« الا و ان الشيطان قد جمع حزبه و استجلب خيله و رجله » اشار عليه السلام الى إغواء الشيطان لطلحة و الزبير و إضلاله إياهما ، و معلوم : ان من اطاع ابليس و خالف أمر اللّه تعالى فهو جند لابليس ، و ناصر للباطل ، كما كان شأن أصحاب الجمل و غيرهم من الذين حاربوا امام زمانهم ، ثم ذكر عليه السلام : انه مع الحق و الحق معه فقال :
« و ان معي لبصيرتي » تلك البصيرة التي كانت معه من زمن النبي صلى اللّه عليه و آله ، تلك البصيرة التي أشار اليها القرآن الكريم بقوله تعالى مخاطبا للنبي :
قل هذه سبيلي ادعو إلى اللّه على بصيرة أنا و من اتبعني ، و هل يعرف احد المسلمين اكثر اتباعا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من امير المؤمنين عليه السلام .
ثم اشار الى ظهور الحق عنده و اطمينان نفسه بتلك السيرة و الطريقة التي كان