و
انا موقن بان رسول الله (ص) لو عاد الى حياته في زمان ملوك بني امية و بني العباس
أو في زماننا لقتله الملوك والرؤوساء و ان قالوا في صلاتهم و أذانهم و كلامهم اشهد
ان محمداً رسول الله. و هذا امر لا ريب فيه، والرادع عن طغيان الحكومات هو خوف
الناس فقط، لا خوف الله سبحانه و لا الضمير الانساني كما هو محسوس.
نعم،
مقتضى ظاهر الروايات هو وقوع القتل بعد وفاة ابيه و ربما يؤيده التاريخ أيضاً
والله العالم.
فان
قلت: فأي فرق بين قتله و غيبته للمؤمنين فانهم لم يستفيدوا منه في دينهم حتى في
الغيبة الصغرى الاشياء ضئيلًا قليلًا يمكن فيها الرجوع الى العلماء أيضاً. فضلًا
عن الغيبة الكبرى، و كل عاقل عالم بالفقه والمعارف الاسلامية يعرف عدم الانتفاع
فيهما به (ع).
قلت:
الامر كذلك بحسب النفع التشريعي و اما بحسب النفع التكويني والانتفاع الوجودي فلا
سبيل الى انكاره، فالخالق المدبر المتصرف و من لا حول و لا قوة إلّا به. و ان كان
هو الله سبحانه فقط و لا يشرك في خلقه و تدبيره احد من المخلوقين، لكن لا مانع من
كون الانبياء والاوصياء كل في زمانه واسطة فيضان رحمته و ايصال فيضه تعالى الى
الناس، و هذا امر ممكن عقلًا و ثبوتاً و تدل عليه روايات من طريقنا- كما مر- و من
طريق اهل السنة، كما نقل ابن حجر الشافعي بعضها في صواعقه.
ففي
الرواية المذكورة برقم 7: و اما وجه الانتفاع بي في غيبتي