responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 287

و أما استنباط أول المخلوقات من الأخبار فهو لا يخلو من صعوبة، فإنها مختلفة المضامين في بدو النظر، ففي بعضها أنه الماء، و في بعضها أنه النور، و في بعضها أنوار النبي الاكرم و الائمة من ذريته صلوات اللّه و سلامه عليه و عليهم، و في بعضها أنه العرش، و في بعضها نور النبي الأعظم صلّى اللّه عليه و اله. وحده قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه‌[1] و في بعض الأخبار العامية عن النبي صلّى اللّه عليه و اله: أول ما خلق روحي. و عن تفسير علي بن إبراهيم‌[2] عن الصادق عليه السّلام: أنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، و عن ابن الأثير في الكامل: صح في الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه سمعه يقول: أن أول ما خلق القلم، فقال له: اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن‌[3].

أقول و الاخير معارض بما اورده في تفسير البرهان حول قوله تعالى: ن و القلم و ما يسطرون‌[4]، من الروايات فلاحظ.

و أما الأقول فقيل: إنه الماء، و قيل: إنه الهواء، و قيل: إنه النار، و قيل: إنه البخار، و قيل: إنه النور و الظلمة، و قيل: إنه الأجزاء الصغار، و قيل: انه المكان. ص و عن التوراة: أن مبدأ الخلق جوهر خلقه اللّه، ثم نظر إليه نظر الهيبة فذابت أجزاؤه فصارت ماء.

أقول: و لعل الأظهر في المقام أنه نور النبي و أنوار الائمة سلام اللّه عليهم، و في جملة من الأخبار تقدّم الخمسة الطيبة على غيرهم، و الصحيح هو التوقّف عن الحكم فيه.

الثاني: فناء العالم‌

إنّ فناء العالم بأسره ممكن عندنا، و أما عند الفلاسفة فلا، فإن صدوره عن الواجب واجب الفيض، و الفيض عنه لازم و دائم، بل العقول موجودة بوجوده تعالى عندهم لا بإيجاده.

و بالجملة: علة العالم نفس ذاته، و تخلّف المعلول عن العلة محال، فلا يمكن إعدام العالم رأسا.

ثم لا يخفى أنه لو أمكن صدور الممكن القديم عنه تعالى لحكمنا أيضا بإمكان فنائه؛ إذ مجرّد القدم لا يستلزم البقاء و امتناع الفناء، بل المستلزم له صدور الشي‌ء ولو كان حادثا عن علة موجبة قديمة، و هذا ظاهر.


[1] السماء و العالم/ 64. الطبعة القديمة.

[2] و الرواية صحيحة سندا كما مر في البحث عن اللوح. لكنّها في تفسير القمي و هو غير معتبر كما ذكرنا بعد ذلك في بحوث في علم الرجال.

[3] السماء و العالم/ 65.

[4] القلم 68/ 1.

اسم الکتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست