responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 108

خاتمة

اعلم أن معرفته تعالى على درجات، الدرجة الأولى: ما يحصل من الدلائل الانية. الدرجة الثانية ما يثبت بالبراهين الشبيهة باللم، الدرجة الثالثة: ما يستقرّ بالمشاهدة القلبية و لها عرض عريض رزقنا اللّه إياها، ففي رواية أبي الحسن الموصلي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:

«جاء حبر إلى أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته؟ قال: فقال: ويلك ما كنت أعبد ربّا لم أره. قال: و كيف رأيته؟ قال: ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان‌[1].

و في دعاء يوم عرفة المنسوب إلى أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام: «الهي تردّدي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني اليك. كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك؟ أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟ و متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك؟ عميت عين لا تراك عليها رقيبا، و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيبا ... منك أطلب الوصول اليك، و بك استدلّ عليك، فاهدني بنورك اليك ... انت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك و وحّدوك، و انت الذي أزلت الاغيار عن قلوب أحبّائك حتى لم يحبّوا سواك ...

الخ» هذا، و كل ميسر لما خلق لاجله.

و اعلم أن معرفة معظم المؤمنين الباحثين- فضلا عن العوام- باللّه تعالى إنّما هو بمفاهيم كليته يضم بعضها مع بعض تنطبق على الموجود الواحد المخصوص، و هو اللّه تعالى كمفهوم الواجب الوجود غير المركب و المتعدد، و كمفهوم الصانع و الخالق الحكيم المدبّر و كمفهوم القديم الأزلي الأبدي الباقي و نحوها، و هي معرفة علمية يكتبها أهل المعقول من المباحث الفلسفية و الكلامية.

و أما المعرفته القلبية الإشراقية الإلهامية- و ما شئت فسمها به- فهي تحصل من العبودية و الاخلاص و الخضوع مع صفاء الروح. و المؤلّف الفقير الناقص حيث لم يذق حلاوة الإيمان في باطنه، يعلم أن إيمانه باللّه تعالى، معرفته علمية لا معرفته قلبية. ف اعبد ربك حتى يأتيك اليقين‌[2].


[1] أصول الكافي 1/ 98.

[2] الحجر 15/ 99.

اسم الکتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست