و
الراصد للسماء لايرى منها سوى النصف الذى يقابله من هذه القبة من مكان رصده لها؛
لذا فإنها تبدو لكل راصد بحسب مكانه على الارض، كما ان منظر الشمس و القمر و
النجوم و الكواكب و غيرها يتغير بمرور الزمن حتى بالنسبة لمكان الراصد الثابت
نتيجة لحركة الارض و دورانها حول نفسها، و كذلك بسبب حركة الاجرام السماوية نفسها،
و يعتقد علماء الكون ان مشهد السماء قد تغير كليا على مدى عشرة ملايين سنة مضت.
فالسماء
هى العالم العلوى الذى نراه فوق رؤوسنا بكل مافيه من اجرام، و هى كل ما يحيط
بالارض من مختلف صور المادة و الطاقة بدءا من غلافها الغازى، و انتهاءاً بتخوم
الكون، و قد ادرك العلماء منها مساحة يبلغ قطرها 24 الف ميليون سنة ضوئية تقريبا،
و احصوا فيها اكثر من مائتى الف مليون مجرة من امثال مجرتنا المعروفة بإسم درب
التبانة و التى احصى العلماء فى مئات المليارات من النجوم كشمسنا، و لاتزال فى
اتساع دائم الى نهاية لايعلمها الاالله سبحانه و تعالى ...
لم
يكن الكون فى بداية نشوئه متمايز الاجزاء فكان حجمه بقدر البروتون، ثم بدأ يتوسع
ليصبح مركبا ساخنا من الكواركات و اللبتونات،[2]
و كان شديد الكثافة و الضغط و الحرارة و كان مادته فى ابسط صورها، و مع مرور الزمن
اخذ الكون بالتوسع التدريجى لتنتشر هبائات المادة الاولية فى فراغ اوسع و تبرد
بالتدريج و تلتحم مع بعضها لتشكل البروتونات ...، و نستطيع اطلاق لفظ الدخان على
مكونات ذلك الكون الاولى، فيكون الكون المادىكله عبارة عن سماء دخانية فى بدايته،
و هذا الدخان كان هو المادة التى تشكلت منها اجرام السماء بعد ذلك،