responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حدود الشريعة المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 488

العمل بالظنّ‌

قال اللّه تعالى: وَ ما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا* إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ... إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ.[1]

و قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.[2]

أقول: الآيات القرآنيّة- سوى الأخيرة منها- تدلّ على عدم حجّيّة الظنّ دون الحرمة، كما لا يخفى، فيحرم العمل به إذا كان على نحو التشريع، أو موجبا لترك دليل معتبر شرعيّ في مورده، و الآية الأخيرة قد مرّ الكلام حولها في حرف «س» في عنوان «سوء الظنّ» و اللّه العالم.

العمل على طبق الوسواس‌

قال سيّدنا الحكيم قدّس سرّه:

فإنّ الظاهر أنّه لا إشكال في حرمة العمل على طبق الوسواس؛ فيحرم الوسواس نفسه إذا كان يؤدّي إلى العمل على طبقه، كما هو القاعدة في كلّ فعل يعلم بترتّب الحرام عليه و لو بالاختيار، مثل ما إذا علم أنّه إذا دخل مجلس الشراب يختار شرب المسكر؛ فإنه يحرم الدخول إلى المجلس حينئذ، و كذلك في المقام إذا علم أنّه إذا حصل له الوسواس عمل على طبقه، فيحرم عليه حصول الوسواس، فيحرم ما يؤدّى إليه.[3]

أقول: العمل بالوسواس طاعة الشيطان، كما يستفاد من صحيحة عبد اللّه بن سنان‌[4]، و طاعة الشيطان محرّمة.

و في الصحيحة المضمرة لزرارة و أبي بصير: «لا تعودوا الخبيث من أنفسكم نقض‌


[1] . يونس( 10): 36 و 66.

[2] . الحجرات( 49): 12.

[3] . مستمسك العروة الوثقى، ج 1، ص 203.

[4] . وسائل الشيعة، ج 1، ص 46.

اسم الکتاب : حدود الشريعة المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست