صاحِبِ الزَّمانِ عليه السلام.
قالَ: فَبَينا نَحنُ يَوماً عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وإذا بِالرَّجُلِ بِعَينِهِ يَدعو بِدُعاءٍ وَعَيتُهُ، فَسَأَلتُهُ مِمَّن هُوَ؟ فَقالَ: مِنَ النّاسِ، قُلتُ: مِن أيِّ النّاسِ؟ قالَ: مِن عَرَبِها، قُلتُ: مِن أيِّ عَرَبِها؟ قالَ: مِن أشرَفِها، قُلتُ: ومَن هُم؟ قالَ: بَنو هاشِمٍ، قُلتُ: ومِن أيِّ بَني هاشِمٍ؟
فَقالَ: مِن أعلاها ذِروَةً وأَسناها، قُلتُ: مِمَّن؟ قالَ: مِمَّن فَلَقَ الهامَ وأَطعَمَ الطَّعامَ وصَلّى وَالنّاسُ نِيامٌ.
قالَ: فَعَلِمتُ أنَّهُ عَلَوِيٌّ فَأَحبَبتُهُ عَلَى العَلَوِيَّةِ. ثُمَّ افتَقَدتُهُ مِن بَينِ يَدَيَّ فَلَم أدرِ كَيفَ مَضى، فَسَأَلتُ القَومَ الَّذينَ كانوا حَولَهُ: تَعرِفونَ هذَا العَلَوِيَّ؟ قالوا: نَعَم، يَحُجُّ مَعَنا في كُلِّ سَنَةٍ ماشِياً، فَقُلتُ: سُبحانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ ما أرى بِهِ أثَرَ مَشيٍ.
قالَ: فَانصَرَفتُ إلَى المُزدَلِفَةِ كَئيباً حَزيناً عَلى فِراقِهِ، ونِمتُ مِن لَيلَتي تِلكَ، فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ: يا أحمَدُ، رَأَيتَ طَلِبَتَكَ؟ فَقُلتُ: ومَن ذاكَ يا سَيِّدي؟ فَقالَ: الَّذي رَأَيتَهُ في عَشِيَّتِكَ هُوَ صاحِبُ زَمانِكَ.
قالَ: فَلَمّا سَمِعنا ذلِكَ مِنهُ عاتَبناهُ عَلى أن لا يَكونَ أعلَمَنا ذلِكَ، فَذَكَرَ أنَّهُ كانَ يَنسى أمرَهُ إلى وَقتِ ما حَدَّثَنا بِهِ.[1]
راجع: ص 442- 443 ح 579 و 580 وج 3 ص 403 ح 2151.
[1]. الغيبة للطوسي: ص 259 ح 227، كمال الدين: ص 470 ح 24، دلائل الإمامة: ص 542 ح 523، فلاح السائل: ص 323 ح 216، نزهة الناظر: ص 147 كلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 94 ص 187 ح 2 وج 52 ص 6 ح 5.