فَقالَ: «ألم تَرَ كَيفَ فعل ربُّكَ بالحُبلى، أخرج منها نسمةً تَسعى، ما بين صِفاقٍ وحَشىً»!
وقالَت: فَما بَعدَ ذلِكَ؟
قالَ: اوحِيَ إلَيَّ: «إنّ اللَّهَ خلق النِّساءَ أفواجاً، وجعل الرّجالَ لهنّ أزواجاً، فنُولِجُ فيهن قَعَساً إيلاجاً، ثُمَّ نُخرِجُها إذا شِئنا إخراجاً، فَيُنتِجنَ لنا سِخالًا نِتاجاً»!
فَقالَت: أشهَدُ أنَّكَ نَبِيٌّ!!
ولَم نَنقُل كُلَّ ما ذُكِرَ مِن سُخفِهِ، كَراهِيَةَ التَّثقيلِ.
ورُوِيَ: أنَّهُ سَأَلَ أبو بَكرٍ الصِّدّيقُ أقواماً قَدِموا عَلَيهِ مِن بَني حَنيفَةَ، عَن هذِهِ الأَلفاظِ فَحَكَوا بَعضَ ما نَقَلناهُ، فَقالَ أبو بَكرٍ: سُبحانَ اللَّهِ! وَيحَكُم، إنَّ هذَا الكَلامَ لَم يَخرُج عَن إلٍّ، فَأَينَ كانَ يَذهَبُ بِكُم؟!
ومَعنى قَولِهِ: لَم يَخرُج عَن إلٍّ: أي عَن رُبوبِيَّةٍ.
ومَن كانَ لَهُ عَقلٌ لَم يَشتَبِه عَلَيهِ سُخفُ هذَا الكَلامِ!.[1]
[1]. إعجاز القرآن: ص 156.