فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام: إنَّ اللَّهَ لَمّا بَعَثَ موسى‌ عليه السلام كانَ الغالِبُ عَلى‌ أهلِ عَصرِهِ السِّحرَ، فَأَتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ بِما لَم يَكُن في وُسعِهِم مِثلُهُ، وما أبطَلَ بِهِ سِحرَهُم، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم.

وإنَّ اللَّهَ بَعَثَ عيسى‌ عليه السلام في وَقتٍ قَد ظَهَرَت فيهِ الزَّماناتُ وَاحتاجَ النّاسُ إلَى الطِّبِّ، فَأَتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ بِما لَم يَكُن عِندَهُم مِثلُهُ، وبِما أحيا لَهُمُ المَوتى‌، وأبرَأَ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ بِإِذنِ اللَّهِ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم.

وإنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله في وَقتٍ كانَ الغالِبُ عَلى‌ أهلِ عَصرِهِ الخُطَبَ وَالكَلامَ- وأظُنُّهُ قالَ: الشِّعرَ- فَأَتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ مِن مَواعِظِهِ وَحِكَمِهِ ما أبطَلَ بِهِ قَولَهُم، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم.[1]

244. الإمام الرضا عليه السلام: إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ و تَعالى‌ أنزَلَ هذَا القُرآنَ بِهذِهِ الحُروفِ الَّتي يَتَداوَلُها جَميعُ العَرَبِ، ثُمَّ قالَ: «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‌ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً».[2]

245. الإمام العسكري عليه السلام: في قَولِهِ تَعالى‌: «الم\* ذلِكَ الْكِتابُ»[3] أي: يا مُحَمَّدُ، هذَا الكِتابُ الَّذي أنزَلناهُ عَلَيكَ هُوَ الحُروفُ المُقَطَّعَةُ الَّتي مِنها: «ألِفٌ، لامٌ، ميمٌ» و هُوَ بِلُغَتِكُم وحُروفِ هِجائِكُم، فَأْتوا بِمِثلِهِ إن كُنتُم صادِقينَ، واستَعينوا عَلى‌ ذلِكَ بِسائِرِ شُهَدائِكُم.[4]

[1]. الكافي: ج 1 ص 24 ح 20، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2 ص 79 ح 12، علل الشرائع: ص 121 ح 6، الاحتجاج: ج 2 ص 437 ح 309، بحار الأنوار: ج 11 ص 70 ح 1.

[2]. التوحيد: ص 234 ح 1، معاني الأخبار: ص 44 ح 1، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1 ص 130 ح 26، الأمالي للصدوق: ص 405 ح 521 كلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال، بحار الأنوار: ج 2 ص 319 ح 3.

[3]. البقرة: 1 و 2.

[4]. معاني الأخبار: ص 24 ح 4 عن محمّد بن زياد و محمّد بن سيّار، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: ص 62 ح 32، بحار الأنوار: ج 10 ص 14 ح 7.