لَمّا ثَقُلَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله في مَرَضِهِ وَالبَيتُ غاصٌّ بِمَن فيهِ، قالَ: ادعوا لِيَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ، فَدَعَوتُهُما، فَجَعَلَ يَلثِمُهُما حَتّى اغمِيَ عَلَيهِ، قالَ: فَجَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام يَرفَعُهُما عَن وَجهِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله، قالَ: فَفَتَحَ عَينَيهِ فَقالَ: دَعهُما يَتَمَتَّعانِ مِنّي وأَتَمَتَّعُ مِنهُما، فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي أثَرَةٌ[1]، ثُمَّ قالَ:
يا أيُّهَا النّاسُ، إنّي خَلَّفتُ فيكُمُ كِتابَ اللَّهِ وسُنَّتي وعِترَتي أهلَ بَيتي، فَالمُضَيِّعُ لِكِتابِ اللَّهِ كَالمُضَيِّعِ لِسُنَّتي، وَالمُضَيِّعُ لِسُنَّتي كَالمُضَيِّعِ لِعِترَتي، أما إنَّ ذلِكَ لَن يَفتَرِقا حَتّى ألقاهُ عَلَى الحَوضِ.
2/ 4 مَعنَى العِترَةِ وأَهلِ البَيتِ
100. المستدرك على الصحيحين: كَتَبَ إلَيَّ أبو إسماعيلَ مُحَمَّدُ بنُ النَّحوِيِّ يَذكُرُ أنَّ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ حَدَّثَهُم، قالَ: حَدَّثَني عَلِيُّ بنُ ثابِتٍ الجَزَرِيُّ، ثنا بُكَيرُ بنُ مِسمارٍ مَولى عامِرِ بنِ سَعدٍ: سَمِعتُ عامِرَ بنَ سَعدٍ يَقولُ: قالَ سَعدٌ: نَزَلَ عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله الوَحيُ، فَأَدخَلَ عَلِيّاً وفاطِمَةَ وَابنَيهِما تَحتَ ثَوبِهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ هؤُلاءِ أهلي وأَهلُ بَيتي.
101. صحيح مسلم: حَدَّثَنا أبو بَكرِ بنُ أبي شَيبَةَ، ومُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ نُمَيرٍ (وَاللَّفظُ لِأَبي بَكرٍ)، قالا: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ بِشرٍ، عَن زَكَرِيّاءَ، عَن مُصعَبِ بنِ شَيبَةَ، عَن صَفِيَّةَ بِنتِ شَبيَةَ، قالَت: قالَت عائِشَةُ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله غَداةً وعَلَيهِ مِرطٌ مُرَحَّلٌ[2] مِنشَعرٍ
[1]. الأَثَرَةُ: أن يُسْتَأثر عليكم، فيُفضَّلُ غيرُكم في نصيبه من الفيء( النهاية: ج 1 ص 22« أثر»).
[2]. مِرط مُرحَّل: إزار خزٍّ فيه عَلَم، وسمّي مُرَحَّلًا لِما عليه من تصاوير رَحْل وما ضاهاه( لسان العرب: ج 11 ص 278).