responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من قضايا النهضة الحسينية أسئلة وحوارات المؤلف : فوزي آل سيف    الجزء : 1  صفحة : 306

 

لماذا يُلعن الظالمون؟

1- إن من أهم مكونات الوعي والفكر لدى الإنسان، معرفته التاريخية، وما يحمله من قصص سابقة، وأحاديث عن حياة الماضين من أمم ورجال ومتى كانت تلك المعرفة وافية وصحيحة، فإن البناء الفكري لذلك الإنسان يكون صحيحاً وسليماً.

ولذلك وجدنا حرص القرآن الكريم على استعراض جملة كبيرة من قصص السابقين من الأمم والأنبياء والطواغيت، مع توجيه الأحداث بما يناسب الحالة الوعظية، واستفادة العبرة.

فهناك فرق بين إبراز صورة شخص على أنه قوي وصلب وأنه مسيطر على الأمور، وبين إبراز صورته باعتباره طاغوتا ظالما.

ومع الأسف فإن الصورة المتوارثة في كتب التاريخ الإسلامي عن الأمويين والعباسيين -على سبيل المثال- هي صورة خلفاء الرسول، وأمراء المؤمنين الحريصين على الإسلام وهي صورة كاذبة بلا ريب.

ويصر هؤلاء الكتاب متعمدين في ذلك على نسبة تقدم المسلمين في المجالات المختلفة إلى الحاكم والسلطان، فإذا فتح المسلمون بلادا، فإنما هي (فتوحات الخليفة) وإذا ازدهرت الحالة العلمية في بلاد المسلمين بجهود العلماء والمفكرين فإنما ذلك من (إنجازاته، ومميزات عصره). ويتطرف البعض حين ينسب إليه فضائل لا تنسجم معه، ويفصلون له ثوبا ليس على مقاسه!!

وقد أدى هذا الأمر إلى نشوء أجيال من المسلمين على ثقافة سلطوية تخديرية، تدين الثائرين والمطالبين بحقوق أمتهم. وكان من الطبيعي مع ثقافة التقديس للحاكم الأموي والعباسي أن يُدان كل فعل معارض له، وأن يعادى كل ثائر عليه!!

اسم الکتاب : من قضايا النهضة الحسينية أسئلة وحوارات المؤلف : فوزي آل سيف    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست