اسم الکتاب : من قضايا النهضة الحسينية أسئلة وحوارات المؤلف : فوزي آل سيف الجزء : 1 صفحة : 226
هؤلاء
لم تتح لهم فرصة القتال مع الحسين عليه السلام ، لكون عدد منهم مسجونين ، أو ممن
لم يستطيعوا الخروج من الكوفة [1]
بينما كان هذا الرجل موجودا في المعركة ، وشهد تحول عدد من أنصار بني أمية إلى
المعسكر الحسيني فلم يكن هناك شيء ليمنعه لو كان صاحب موقف .
ثم
إنه حتى وهو يعد نفسه من الشيعة ، الذين خرجوا مع التوابين ، لم يعرف عنه أي موقف
، حتى برواية نفسه فضلا عن غيره . فهاهو يتحدث عن تحرك التوابين في أيامه الأولى[2] :
قال
: والله إنى لشاهد بهذا اليوم يوم ولوا سليمان بن صرد وإنّا يومئذ لأكثر من مائة
رجل من فرسان الشيعة ووجوههم في داره ، فتكلم سليمان بن صرد فشدد وما زال يردد ذلك
القول في كل جمعة حتى حفظته . بدأ فقال أثني على الله خيراً وأحمد آلاءه وبلاءه
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله أما بعد فإني والله لخائف ألاّ يكون
آخرنا إلى هذا الدهر الذى نكدت فيه المعيشة وعظمت قيه الرزية وشمل فيه الجور أولي
الفضل من هذه الشيعة لما هو خير!
إنا
كنا نمد أعناقنا إلى قدوم آل نبينا ونمنيهم النصر ونحثهم على القدوم فلما قدموا
ونينا وعجزنا وادهنّا وتربصنا وانتظرنا ما يكون حتى قتل فينا ولدينا ولد نبينا
وسلالته وعصارته وبضعة من لحمه ودمه إذ جعل يستصرخ ويسأل النصف فلا يعطاه اتخذه
الفاسقون غرضاّ للنبل ودرية للرماح حتى أقصدوه وعدوا عليه فسلبوه
[1] ) لما سيطر عبيد الله بن زياد على الكوفة ، اتخذ مجموعة اجراءات وفرض
نظاما أشبه بالأحكام العسكرية وحالة الطوارئ ، فسجن عددا من زعماء الكوفة ، وطلب
عددا آخر مما دعاهم إلى الاختفاء ، وفرض المسالح ( الدوريات العسكرية ) على بوابات
الكوفة ، حتى أن ، عامر بن أبي سلامة الدلاني ، لم يستطع الخروج من الكوفة إلا بعد
قتال زجر بن قيس الذي كان موكلا بإحدى بوابات الكوفة لمنع خروج الخارج ودخول
الداخل . فقاتله إلى أن استطاع التخلص منه ووصل إلى كربلاء ( ورد اسمه في الشهداء
في الزيارة باسم عمار بن أبي سلامة الهمداني ) .