اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 48
لهب أيّاماً.[1] ثمّ قدمت حَليمة السّعدية مكّة مع رفيقات لها بحثاً عن ولد ترضعه، لتستفيد من رعاية أهله و معوناتهم، فعُرض (ص) عليها فرفضتهُ في بادى الأمر لِيُتْمِه و لكنّها عادت فقبلته، حيث لم تجد غيره فرأت فيه كلَّ خيرٍ و بركةٍ، فأرضعته سنتين، ثم أعادته إلى أهله، و هو ابن خمس سنين و يومين كما يقولون ليكون في كفالة جدّه عبدالمطّلب، ثمّ عمّه أبي طالب.
و يقول بعض المحقّقين[2]: «إنّ قولهم: إنّها رفضته في أول الأمر ليتمه إنّما يصح بالنّسبة ليتيم ضائع، لا أهميّة له، و أمّا بالنّسبة لمحمّد (ص) فإنّ كافِله عبدالمطّلب سيّد هذا الوادي، و امّه آمنه، بنت وهب من أشراف مكّة؛ بل ثَمّ من يقول: إنّه لم يكن حينئذٍ يتيماً، و إنّ أباه قد توفّي بعد ولادته بعدّة أشهر، قيل: ثمانية و عشرين شهراً و قيل: سبعة أشهر».[3] و كذلك نشكّ في قولهم: إنّ ثُويبة قد أرضعت النّبيّ (ص) أيّاماً و أن أبا سلمة كان أخاً للنبي (ص) من الرّضاعة و أخوهما منها أيضاً حمزة بن عبدالمطّلب، أرضعتهم ثُويبة بلبن ولدها مسروح،[4] وشكّنا في ذلك ناشيء عن أمرين:
أحدهما، تناقض الرّوايات في ذلك؛ ففي بعضها أنّها أرضعته أياماً[5] و في بعض الآخر: أربعة أشهرٍ تقريباً.[6]
[1] 1. قاموس الرجال، ج 10، ص 417، ترجمة ثويبة، عن البلاذري
[2] 2. هو العلّامة الفاضل السيّد مهدي الرّوحاني رحمة الله عليه
[3] 3. صفة الصفوة، ج 1، ص 51 و كشف الغمه، ج 1، ص 16
[4] 4. راجع: أسد الغابة، ج 3، ص 95 و ج 2، ص 46، و البدأ و التاريخ، ج 5، ص 8، و تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 9، و طبقات ابن سعد، ج 1، قسم 1، ص 67؛ والبحار، ج 15، ص 384، و قاموس الرجال، ج 10، ص 417
[5] 5. الإصابة، ج 4، ص 258، و البحار، ج 15، ص 337، و كشف الغمه، ج 1، ص 15
[6] 6. تاريخ الخميس، ج 1، ص 222، عن شواهد النبوّة.
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 48