اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 371
عدد الأئمّة و أنّهم اثنا عشر، واجهته فئات من الناس بالضّجيج و الفَوْضي،[1] إلى حدّ أنّه لم يتمكّن من إيصال كلامه إلى النّاس.
فتأخيره إبلاغ ما أنزل إليه في شأن الإمامة و الولاية، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة الّتي يجدها لدى قريش، الّتي كانت لا تتورّع عن واجهة النّبيّ (ص)، ليس فقط بالضّجيج و الصَّخَب، و إنّما باتّهام شخصه، و الطّعن و التّشكيك في خلوص عمله و نيّته.
مع التّذكير بأنّ الله تعالى لم يكن أَمَر النّبيّ (ص) بأن يبلّغ أمر الولاية على كلّ حالٍ، بل وفقاً لظروف و مقتضيات النّجاح، أي أنّه أمره بإبلاغٍ منتج لا بإبلاغ عقيم.
و كان (ص) يحتاج إلى ما يطمئنّه إلى جدوي تبليغ أمر الإمامة و عدم إثارة قريش للشّبهات الّتي تضيع جُهده، ولو باتّهامه في عقله أو في عصمته، فحين جاءته العصمة بادر إلى ما أمره الله تعالى به.
فقد جاء في نصّ: أنّه لمّا أمر (ص) بنصب علي (ع) خشي من قومه و أهل النّفاق و الشّقاق أن يتفرّقوا و يرجعوا جاهليّةً، لما عرف من عداوتهم و لما تنطوي عليه أنفسهم لعلي (ع) من العداوة و البغضاء و سأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من النّاس.
ثمّ تذكر الرّواية: أنّه انتظر ذلك حتّى بلغ مسجد الخَيْف. فجاءه جبرئيل، فأمره بذلك مرّة أخرى، و لم يأته بالعصمة، ثمّ جاء مرّة أخرى في كُراء الغميم[2] و أمره بذلك، ولكنّه لم يأته بالعصمة، ثمّ لمّا بلغ غدير خم جاءه بالعصمة ...».[3] و أخيراً نقول: الخير فيما وقع؛ فإنّ ما جرى في عرفة و مني و إظهار هؤلاء
[1] 1. قومٌ فوضي: متساوون لا رئيس لهم و قيل متفرّقون و قيل مختلط بعضهم ببعضٍ. أمرهم فوضي بينهم أي: هم مختلطون يتصرّف كل منهم فيما للآخر