اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 369
توطئة و تمهيد
قال الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ».[1]
نزلت هذه الآية الشّريفة في حجّة الوداع لتؤكّد على لزوم تبليغ النّبيّ (ص) ما أمر به من أمر الإمامة و ولاية علي (ع) على النّاس، كما ذكرته المصادر الكثيرة و الرّوايات الموثوقة.
إنّ من يراجع كتب الحديث و التّاريخ، يجدها طافحةً[2] بالنّصوص و الآثار الدّالّة على إمامة أميرالمؤمنين (ع)، و لسوف لا يبقى لديه ادنى شكّ في أنّ النّبيّ (ص) لم يَأْلُ جُهداً[3] و لم يدّخر وُسعاً في تأكيد هذا الأمر و تثبيته و قطع دابر مختلف التّعلّلات و المعاذير فيه، في كلّ زمان و مكان، و في مختلف الظّروف و الأحوال.
و قد توجّت جميع تلك الجهود باحتفال جماهيري عام نصب فيه النّبيّ (ص) رسميّاً عليّاً (ع) بعد انتهائه من حجّة الوداع في مكان يقال له «غدير خم» و أخذ البيعة له فعلًا من عشرات الألوف من المسلمين.
إنّقضيّة الغدير رغم مرور الدّهور و الأحقاب و بعد ألف و أربع مائة سنة، قد