اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 319
عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ ما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»[1].
2. إنّ الكعبة بيت الله، و الحرم المكّي حرم الله، و لابدّ من أن تتجلّى في هذه الأماكن المقدّسة و المشاعر المعظّمة عبوديّة الإنسان لربّه بكلّ أبعادها و مختلف تجليّاتها.
و خير مَن يجسّد هذه العبوديّةَ هم المؤمنون بالله الواحد الأحد، فإنّ الشّرك ينقص من مقام العبوديّة. و لأجل ذلك اختار (ص) بيان هذه الحقيقة و إسقاط هذه المغالطة الّتي يمارسها المدّعون لها كذباً و زوراً.
3. إنّ اختيار العبوديّة لتكون أوّل مفهومٍ يطرح في هذه المناسبة يؤكّد على أنّ هذا الفتح العظيم لم يُخرِج هؤلاء الفاتحين عن حالة التّوازن و لم يوجب لديهم حالةً من الغرور، بل زادهم ذلك تواضعاً و خضوعاً له واستسلاماً لإرادته و مشيئته تعالى.
4. إنّ هذا الشّعار الّذي نادى به المسلمون في فتح مكّة دعوة لأهلها إلى قبول الحقّ و الدّخول في دين الله و التّوبة و الاستغفار و طلب الرّحمة؛ كما أنّه شعار يتضمّن إنذاراً لهم بضرورة التّخلّي عن المكابرة و الجحود، لأنّ ذلك سوف يعرضهم لغضب الله و سخطه، و ستجري عليهم و فيهم أحكامه و شرايعه.
منزل النّبيّ (ص) في مكّة
رُوي عن ابن عبّاس أنّه قال: دخل النّبيّ (ص) مكّة يوم الإثنين.[2] و عن أبي جعفر قال: كان أبو رافع قد ضرب لرسول الله (ص) قبّةً بالحَجون من