اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 279
ما قلعته بقوّة جسمانيّة
ثمّ إنّهم قد رووا أيضاً: أنّ عليّاً (ع) قال: «ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانيّة ولكن بقوّة إلهيّة».[1] و في نصٍّ آخر: أنّ عمر سئل عليّاً (ع) قال: يا أباالحسن، لقد اقتلعت منيعاً، و أنت ثلاثة أيّامٍ خميصاً،[2] فهل قلعتها بقوّة بشريّة؟ فقال (ع): «ما قلعتها بقوّة بشريّة، ولكن قلعتها بقوّة إلهيّة و نفسٍ بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة».[3]
و نقول:
1. بالرّغم من أنّعليّاً (ع) قد حقّق أعظم إنجازٍ بفتح خيبر و بقلع باب حصنها .... فإنّه لا ينسب ذلك إلى نفسه، و لا يدّعي أنّه قد فعل ذلك بقوّته الشّخصيّة و بقدرته الذّاتيّة، بل هو قد نسب ذلك إلى قدرة الخالق جلّ و علا، و بذلك يكون قد لقّن نفسه و علّم الناس بصورة عمليّة درساً في هضم النّفس و في التّواضع لله عزّوجلّ، و الاستكانة و الخضوع له.
2. إنّه بذلك يكون قد أبعد النّاس عن الغلوّ فيه، من حيث إنّه قد أفقدهم أي مبرّر لذلك، و قد كان (ع) متهمّاً بالحفاظ على صفاء الفكر و نقاء العقيدة لدى كلّ