اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 254
و لمّا بلغ المشركين خروج رسول الله (ص)، راعهم ذلك، فاجتمعوا و تشاوروا، فتعاقدوا على منع رسول الله (ص) من دخول مكّة في عامهم هذا.
ثمّ قَدَّموا خالدَ بن الوليد في مأتي فارس إلى كُراع الغَميم[1]، و استنفروا من أطاعهم من الأحابيش، و خرجوا إلى بَلْدَح،[2] و ضربوا بها القُباب و الأبنية و معهم النّساء و الصّبيان، فعسكروا هناك، و وضعوا العيون على الجبال.
و رجع بِشر بن سفيان الّذي بعثه (ص) عيناً له من مكّة بغدير الأشطاط و راء عُسفان، فأخبر النّبيّ (ص) بخروج قريش من مكّة لمحاربته و مَنْعِه من دخول مكة.
فقال رسول الله (ص) «يا ويح قريش لقد أكلتهم الحربُ، ماذا عليهم لوخلّوا بيني و بين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الّذي أرادوا، و إن أظهرني الله تعالى عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، و إن لم يفعلوا، قاتلوا و بهم قوّة؛ فما تظنّ قريش؟ فو الله لا أزال أجاهدهم على الّذي بعثني الله تعالى به حتّى يُظهره الله أو تنفرد هذه السّالفة».[3] ثمّ قام رسول الله (ص) في المسلمين و قال: «يا معشر المسلمين، أشيروا عليّ، أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الّذين أعانوهم فنصيبهم؟ فأن قعدوا، قعدوا موتورين محرومين، و إن يأتونا، تكن عنقاً[4] قطعها الله، أم ترون أن نؤمّ البيت، فمن صدّنا عنه، قاتلناه؟».
فقال أبوبكر: الله و رسوله أعلم، يا رسول الله إنّما جئنا معتمرين، و لم نجىء
[1] 1. موضع بناحية الحجازبين مكّة و المدينة و هو واد أمام عسفان بثمانية أميال( عن معجم البلدان)